الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ }

{ بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلآَءِ } المشركين المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم { وَآبَآءَهُمْ } بالمد فى العمر والنعمة ولم أعاجلهم بالعقوبة واشتغلوا بذلك عن التوحيد وهذا توبيخ لهم وتقبيح وتعبير متعهم بطول العمر وسعة الرزق والعافية وكان ذلك وسيلة لشركهم والواجب عليهم الشكر والتوحيد كما توبخ من أحسنت اليه وأساء بقولك أنا السبب فى اساءتك اذ أحسنت اليك ولم ترد تقبيح الاحسان وكذا المراد التوبيخ فى قراءة بل متعنا وقراءة بل متعت بفتح التاء الا ان فى هذا مزيد توبيخ كأنه جرد من ذاته ذاتاً خاطبها واعترض على نفسه فى قولهوجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون } { حَتَّى جَآءَهُمُ الْحَقُّ } الاسلام وقيل القرآن* { وَرَسُولٌ } سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { مُّبِينٌ } واضح الرسالة بمعجزاته من بان اللازم وموضح لرسالته بالآيات أو موضح التوحيد والأحكام بالحجج والآيات من أبان الهدى وجعل محبي الحق والرسول غاية للتمتيع لان تمتعهم المفهوم من التمتع المراد به مسببه وهو اشتغالهم عن التوحيد والطاعة فخيل انهم ينتهون عند مجيئهما لانه سبب الانتهاء