الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

{ قَلََ } لهم وقرئ { قَالَ } { أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُم } الواو للعطف على قالوا والهمزة من المعطوف أو الواو للعطف على محذوف دخلت عليه الهمزة أي أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم وانما أتى باسم التفضيل ومن التفضيلية مع ان ما وجدوا عليه آباءهم لا هداية فيه أصلاً للنظر الى مدعاهم انه هداية فلا دليل في الآية على خروج اسم التفضيل عن معناه التفضيلي مع وجود من التفضيلية وفي ذلك استجلاب وتسليم جدلى حيث أثبت لهم مجرد اللفظ أصل الهداية ولمجيء أهدى أمر ماض ووقوعه بعد أداة الشرط لحكاية الحال الماضية الموحاة الى النذير المجرور بمن على أن الخطاب له كما يدل عليه قراءة ابن عامر وحفص قال والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرئ لو جئناكم ويدل أيضاً على أن الخطاب يقل للنذير قوله* { قَالُواْ } أي المترفون* { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ } خطاب منهم لرسلهم بما يقنطهم صلى الله عليهم وسلم من ايمانهم ومن النظر والتفكر ولو كان قل خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم وجئتكم الخ خطاباً منه لقومه لكان قوله { قالوا إِنَّا بِمآ أُرسِلتُم بِه كافرون } معترضاً بين ذلك وبين قوله { فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي من المترفين استيصالاً والاصل عدم الاعتراف وان قلنا قل الخطاب للنبي وجئتكم الخ خطاب لقومه فضمير قالوا لقومه صلى الله عليه وسلم والمعنى الاخبار والازراء بهم بأنهم قالوا انا بما أرسلتم به أنت ومن قبلك كافرون وبما متعلق بـ كافرون وقدم المفاضلة والاهتمام به من حيث الكفر والاخبار بالانتقام وعيد لقريش وضرب مثل بمن سلف. { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } كانت اهلاكاً وادخالا للنار فلا تكترث بتكذيب من كذبك فعاقبته ذلك وكيف حال من عاقبه وعاقبة بالرفع فاعل كأن التامة أو كيف خبر وعاقبة مبتدأ وكان زائدة أو كيف خبر كان وعاقبة اسمها ولم تكن التاء فى كان لان عاقبة ظاهر مؤنث مجازاً وقال ابن عصفور زيادة كان مختصة بالشعر