الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }

{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً } في المنام كما رأي ابراهيم صلى الله عليه وسلم أنه يذبح ابنه وكما رأى داود أنه يقتل الرجل وقد مر في ص أو بالهام كما ألهممت أم موسى أن تقذفه فى البحر وكما ألهم النحل. قال النخعي وكان من الأنبياء من يخط له فى الأرض. قال مجاهد أوحى الله الزبور فى قلب داود قال ابن هشام وغيره كان ناقصة والخبر ما لبشر ووحيا استثناء مفرغ من الاحوال فهو حال من ضمير يكلم الله أي موحياً أو من هالة أي موحى اليه أو موصل ذلك من وراء حجاب أو موصل اليه بفتح الصاد على الحالية من الهاء أو يرسل بالنصب أي أو ارسالاً أي ذا ارسال أو مرسلاً بالفتح أو الكسر كذلك واما أن يكون خبرها وحياً والتفريغ فى الاخبار أي ما كان تكليمه الا وحياً أو ايصال لا من وراء حجاب، وارسالاً وجعل الارسال والايحاء تكلماً على تقدير تكليم وحي أو تكليم ارسال ولبشر متعلق بكان أو بمحذوف أي أعني لبشر أو ارادتي لبشر أي ثابتة لبشر ومفعول أعني محذوف أي أعني التكليم أو هو بشر فيقدر أعني بعده تصح زيادة اللام أو كان تامة وفاعلها أن يكلم ولبشر متعلق بما مر أو زائدة فان يكلم مبتدأ ولبشر خبر وعليها فالتفريغ فى الاحوال المقدرة فيما ذكروا فى لبشر كذا ولا تعلق من يكلم لانه قيل حرف الاستثناء ما قبلها لا يعمل فى شيئين بعدها قاله بعض ولا بعطف يرسل على يكلم لانه يلزم منه نفي الرسل أو المرسل اليهم أي وما كان لبشر أن يكلمه الله ولا أن يرسل رسولا* { أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } ما هذا الا تمثيل والله لا يحتجب بشيء والمراد انه يخلق كلاما فى الهوى أو فى جرم فيسمع فقط حتى قيل انه لا تعرف جهة المكلم كما كلم موسى والملائكة وأراد جبريل يكلم النبي ولا يراه فالمحتجب جبرائيل وقد يراه. ومر علي بقصاب يقول والذي احتجب بسبع طبقات فعلاه بالدرة وقال له تب ان الله أقرب اليه من حبل الوريد قال أفلا أكفر بشيء قال علي لا لانك حلفت بغير الله. وذلك بأن من يحتجب غير الله وهذا من علي مراعاة اللفظ في اليمين لا النوي والا فالحالف نوى الله. وفي رواية قال أخطأت ثكلتك أمك ان رب العالمين ليس بينه وبين خلقه حجاب لانه معهم أينما كانوا فقال ما كفارة ما قلت قال أن تعلم ان الله معهم أينما كنت ومن قال ان موسى كلمه ربه مشافهة أو قال انه كلم نبينا ليلة الاسراء وغيرها مشافهة كفر ومال الى جهة اليهود وقريش المائلين الى التجسيم الآية النازلة ردا عليهم { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } ملكا يكلمه النبي ويراه ومر أنه لا يراه غالباً وادعى بعضهم ان { أو يرسل رسولا } تكرير لقوله أومن وراء حجاب ووجهه ان المراد بوراء الحجاب كلام الملك بدون رؤية وبارسال الرسول ارسال الملك ليكلمه ظهر أو اختفى فالتكرير ان ما اعتبره من جانب شموله للاختفاء فهو في التحقيق عطف عام على خاص كقوله

السابقالتالي
2