الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }

{ لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ } أي خلاف الحق وقيل الشيطان وعليه قتادة والسدي* { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } لا يجد اليه الباطل سبيلاً من جهة من الجهات فعبر عن العموم بذكر الأمام والخلف وقيل محفوظ من أن ينتقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه والباطل الزيادة والنقصان وقيل لا يأتيه التكذيب من الكتب التى قبله الموجودة معه الى الآن هي أوامرها ولا يجيء بعده كتاب يبطله وقيل لا يأتيه الباطل بما أخبر عنه مما مضى ولا فيما تأخر وقيل لا يبطل منه شيئاً من نظره اليوم ولا من نظره بعد فانه ولو طعن فيه الطاعنون وتأوله المبطلون لكن ظهر بطلان قولهم هو ظهور الشمس على أيدي العلماءإنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون } { تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } عظيم الحكمة يحمده كل مخلوق بما ظهر عليه من النعم الا ما في قلوب الكفار وأما نفس لحمة القلب وسائر الأعضاء فجامدة في نفسها ولو منعها الكافر من التصرف في الخير وأيضاً هو حميد ولو لم يثن الكافر بحمده ولم يعلمه على أن غالب الكفار يعلمون ان الله منعم وتنزيل خبر لان ولو سبقه الخبر الفعلي وهو { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ } الا جعلت هذه الجملة نعتاً أو حالاً فلا يكون من تقديم الخبر الفعلي ويجوز جعل الكل نعوتاً وجعل تنزيل خبر المحذوف