الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } وهم مشركو مكة كأبي جهل وغيره جافوا استمالة القلوب بالقرآن فقالوا عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أو قالوا اذا قرأ افعلوا كذا* { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَذَا الْقُرْآنِ } مصدر بمعنى القراءة وليس العلم بالغلبة وهو كتاب الله لان الاشارة لا تنعت بما ليس اسم جنس لا سيما العلم فانه لا ينعت به أصلاً والا تعنيت البدلية والبيان أي باعدوا عنه حتى لا تسمعوا أو سدوا أسماعكم لئلا تصبوا أو لا تتبعوه* { وَالْغَوْاْ فِيهِ } اذا حضرتم لئلا تسمعوا فتصبوا كذلك قيل والتحقيق ان المراد احضروا ولا تسمعوا والغوا فيه لئلا يستمع له غيركم ممن آمن أو ممن لم يؤمن فيؤمن وشوشوا عليه واللغو فيه هو الصياح والتصفير وانشاد الشعر والكلام الساقط لتشوشوا على القارئ والمستمع واللغو الكلام الساقط وما ذكر وقال ابن عباس اللغو فيه من اللغط وهو كثرة الأصوات يوحى بعضهم الى بعض اذا رأيتم محمداً يقرأ فعارضوه بالرجز والشعر وقيل أكثروا الكلام حتى يختلط عليه ما يقول وقيل الغوا بالمكاءة والتصفير وقيل صيحوا في وجهه. وقال أبو العالية عيبوه واشتموه ووجه الظرفية ان اللغو يقع في أثناء القراءة قرئ بفتح الغين من لغى يلغى كسعى يسعى وهو قراءتنا وقرئ بضمها من لغا يلغو كدعاء يدعو والمعنى واحد* { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي تغلبونه على قراءته فيسكت أو تطمسون أمر محمد وتميتون ذكره وتصرفون القلوب عنه فهذه الغاية التى تمنوهاويأبى الله الا أن يتمَّ نوره ولَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون }