الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ } أي وسمعهم وأبصارهم والمراد بالجلود ما يشمل جلود سمعهم وأبصارهم هنا أو المراد هناك بالجلود ما يشمل ذلك وعطف الجلود عطف عام والاقتصار على الجلود هنا دليل { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } سؤال توبيخ أو تعجب ويجوز أن يضع قوله وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا موضع قوله وتعجبوا بشهادتها { قَالُواْ } أي الجلود. { أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ } مما نطق، وقيل ينطق يوم القيامة كل شيء وهذا يراد احتمال القاضي أن المراد بالشهادة لسان الحال وتأويل هذا الجواب منها بدلالة الحال بعيد والمعنى ما نطقنا به باختيارنا بل أنطقنا الذي أنطق الاشياء وليس نطقنا بعجيب في قدرة الذي أقدر الحيوان أو كل شيء على النطق وقدر على خلقكم وانشأكم بعد أن كنتم معدومين وعلى اعادتكم كما قال. { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } وهذا من كلام الجلود وقيل تم كلامها في قوله { كُلَّ شَيْءٍ } وهذا ابتداء من الله كالذي بعده وموقعه تقريب نطق الجلود وعدم غرابته بالانشاء والاعادة. ومذهبنا معشر الأباضية ومذهب قومه أن الاجساد التي أطاعت وعصمت هي التي تبعث لتجازى وهي التي تشهد وتأويل بعض انطق بارادة النطق منها لا محوج اليه.