الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } * { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ }

{ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } وعيده أو قضاؤه بالعذاب أو تحقق في الخارج ما قال وفي مصحف ابن مسعود وكذلك سبقت كلمات ربك أي حقت كلمات ربك* { عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ } من قومك كما حقت على هؤلاء الكفار لأجل الكفر { أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } بدل اشتمال أن أريد بكلمات ربك الألفاظ بأن الألفاظ مشتملة على المعاني والمعاني سببتها وبدل كل ان أريد بها المعاني وهى الوعيد أو القضاء وأريد بالوعيد والقضاء الموعود المقصود وزعم القاضي أنه بدل كل ان أريد اللفظ واشتمال ان أريد المعنى ويجوز أن يكون على تقدير لام العلة أي لانهم وجمع كلمات قراءة نافع وابن كثير وقرأ الباقون بالافراد { الَّذِينَ } مبتدا { يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ } حمل حقيقة على الصحيح بأن الاصل الحقيقة ولا دليل على المجاز والدلائل كرواية كونه على عواتقهم وكواهلهم وكونه يحمل يوم القيامة بثمانية ثقلة وهو الآن أربعة والاصل حمل ذلك على ظاهره وكذلك خفيف الملائكة حوله حقيقة وزعم القاضي أن الحمل والحفيف مجاز عن حفظهم وتدبيرهم له وكناية عن قربهم من رحمة ذي العرش ورضاه وتوسطهم في نفاذ أمره. وقرأ ابن عباس العُرش بضم العين. روي أن حملة العرش أقدامهم في الأرض السفلى ورؤسهم قد أحدقت بالعرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وهم أشد خوفاً من أهل السماء السابعة وأهل السابعة أشد من السادسة وهكذا وقال صلى الله عليه وسلم " أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنيه وعاتقه مسيرة سبعمائة سنه وروي سبعمائة عام وبين أضلالهم وركبهم ما بين السماء والأرض " وقال صلى الله عليه وسلم " لا تفكروا في عظمة الله ربكم ولكن تفكروا فيما خلق من الملائكة فان خلقاً من الملائكة يقال له اسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله وقدماه في الأرض السفلى وقد مرق رأسه من سبع سموات وانه يتصاغر من عظمة الله حتى يصير كأنه الوضع وليس من حملة العرش كما لا يخفي ". وعن ابن عباس حملة العرش ما بين كعب أحدهم الى أسفل قدمه مسيرة خمسمائة عام ويروى أن أقدامهم في تخوم الارضين أى أصولها وألأرضون والسموات الى حجرهم وهم أفضل الملائكة والصحيح ان جبرائيل أفضل. وقال صلى الله عليه وسلم " ان الله تبارك وتعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلاً لهم على سائر الملائكة " أي ما خلا جبرائيل فيسلم وليسوا بأفضل منه وقال صلى الله عليه وسلم " لعل لواحد منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر ولكل واحد أربعة أجنحة جناحان على وجهه مخافة أن ينظر الى العرش فيصعق وجناحان يخفق بهما في الهواء والعرش جوهرة خضراء وهو من أعظم المخلوقات وبين كل قائمتين من قوائمه خفقان الطير المسرع ثمانين ألف عام وفي رواية " ثلاثين ألف عام " ويكسى كل يوم ألف لون من النور لا يستطيع أن ينظر اليه خلق من خلق الله والأشياء كلها فيه كحلقة في فلاة وبينه وبين السابعة سبعون ألف حجاب حجاب نور وحجاب ظلمة وهو قبلة لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض "

السابقالتالي
2 3