الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُـمْ مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ }

{ وَقَالَ مُوسَى } لما سمع ما توعد له فرعون لقومه* { إِنِّى عُذْتُ } بادغام الذال في التاء عند نافع فى رواية وأبى عمرو وحمزة والكسائى وبالفك عند غيرهم أي اعتصمت وبه نقرأ عن نافع* { بِرَبِّى وَرَبِّكُم } فقيل ان المقصود بحكاية قوله اظهار ان موسى لم يأت فى دفع الشر الا باعتصامه بالله سبحانه فلا جرم أن يعصمه وصدر بأن تأكيداً واشعاراً بأن المؤكد فى دفع الشر هو العياذ بالله وخص لفظ الرب من بين أسمائه تعالى لأن المطلوب الحفظ والتربية واضافة اليه واليهم بعثاً لهم على أن يقتدوا به فيعوذون بالله عياذه به ويعتصموا اعتصامه به واستجلاباً للاجابة منهمك له لاجتماعهم فى مربوبية الله وقال* { مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ } عن الحق لتشمل استعاذته فرعون وغيره من الجبابرة الموجود فيهم هذا الوصف الذي هو التكبر وليكون تعريضاً بفرعون فيكون أبلغ وللاشعار بأن علة القول وتكبر والرعاية ان الكبر وصف لله فاستعاذ ممن شاركه فيه* { لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ } فهو يعمل أعمالاً على مقتضى انه لا حساب اجتمع فئة التجبر والتكذيب بالجزاء وعدم المبالاة بالعاقبة فهو مستكمل لأسباب القسوة والجراءة على الله وعباده فلا يترك عظيمة الا ارتكبها