الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ }

{ يَوْمَ } بالنصب بدل من يوم الأول واذا رفع الأول رفع* { هُم } مبتدأ* { بَارِزُونَ } خبر والجملة مضاف اليها يوم بروزهم ظهورهم بالخروج من قبورهم أو كونهم لا يسترهم جبل ولا أرض ولا بناء ولا غيره لأن الأرض اذ ذاك قاع صفصف لا عوج فيها ولا أمتاً أو انكشافهم لا ثياب عليهم كما جاء فى الحديث يحشرون حفاء عراة عزلاً أي لا سلاح معهم وبروز أعمالهم وسرائرهم أو لكونهم فى أرض براز يسمعهم الداعى وينفذهم البص أو جميع ذلك. { لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ } من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم وهم يصيرون بحال لا يتوهمون فيه ما يتوهمون فى الدنيا من انهم لا يراهم الله اذا استتروا بالحيطان والحجب وان الله لا يعلم كثيراً مما يعملون ففائدة ذلك ازالة توهمهم على أنه لا ساتر هناك وبيان وتقرير لبروزهم { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ }؟ أي تنطق الحال بهذا السؤال أي تدل عليه وتشعر كما تقول نطق الحال ولا نطق حقيق وتجيب بقوله { للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } لخلقه والحال أبداً مشعرة بتخصيص الملك لله وخصت تلك الحال بزوال الاسباب وارتفاع الوسائط أي زوال ما به يدعي المشركون الشركة وقيل يقول الله { لمن الملك اليوم } أي يخلق هذه الالفاظ فتسمع أو ينادى بها ملك فيسكت الله العالم هيبة فيقول { لله الواحد القهّار } بأن يخلق هذه الألفاظ فتسمع أو يقولها ملك وقيل يقول ذلك فيجيبه أهل الجنة { لله الواحد القهار } وقيل يجيبه أهلها تلذذاً لانهم كانوا يقولونه في الدنيا ونالوا به الدرجة الرفيعة في العقبى وأهل النار على سبيل الذل والصغار والندامة حيث لم يقولولوه فى الدنيا وقيل يجمع الله الخلائق يوم القيامة فى صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط فأول ما يتكلم به { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } وقيل اذا أفنى الله الخلق قال { لمن الملك اليوم } فلا مجيب ويقول { لله الواحد القهار } أي لخلقه بالموت ثم أعلم أهل الموقف أن اليوم يوم جزائكم بقوله { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ }