الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ قَالْوۤاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً }

{ إِنَّ الَّذِينَ } خبر ان هو قوله { قَالُوا فَيمَ كُنتُمْ } والرابط محذوف أى قال الملائكة لهم، وأما { أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } فمفرع بالفاء على قوله { قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ } 00الخ، ويجوز أن يكون الخبر { فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } قرن بالفاء، لأن اسم ان شبه هنا باسم الشرط، وأن لا تمنع من ذلك كما مر فى موضعه، ولو كانت لا تدخل على أداة الشرط، وعليه فقال { فِيمَ كُنتُمْ } حال من الملائكة بلا تقدير لقد وبتقريرها. { تَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ } توفى فعل ماض، وليس عدم التاء فيه لكون تأنيثه مجازيا كما قيل، بل لأن تاؤه من التاءات اللاحقة للمذكر كحمزة فى المفرد، وليس الملائكة مؤنثا البتة، واذا قرن فعله مثلا بالتاء فما هو الا كما يقرن فعل جمع التكسير بالتاء، كقام رجال وقامت رجال، وجاء طلبة وجاءت طلبة، ويناسب كونه ماضيا قراءة بعضهم توفتهم بتاء الـتأنيث لتأويل الجماعة، لا لتاء ملائكة، ويجوز أن يكون مضارعا أصله تتوفاهم، حذفت احدى التاءين، ويناسب المضارعية قراءة بعضهم توفاهم بضم التاء وفتح الفاء، ففى القراءة الأولى يكون المعنى على الاخبار بأحوال قول مضوا وانقرضوا معينين، وكذا القراءة الثانية، وهى توفتهم بتاء بعد الفاء. وأما على ان توفاهم بتاء مفتوحة وفتح الفاء أصله تتوفاهم وهو مضارع، فالمعنى على الاستقبال، وكذا توفاهم بضمها وفتح الفاء فى القراءة الثانية، ويحتمل أن يكون المعنى على هذه القراءة الثانية والفعل فيها مضارع، وعلى احتمال المضارع بحذف احدى التاءين على الماضى، لكن لحكاية الحال الماضية وتنزيلها حين النزول منزلة المستقبل ليتأكد مشاهدته كما يترقب المستقبل ليشاهد فضل مشاهدة أو على الحال تنزيلا للماضى منزلة الحاضر المعين، كأنه حاضر مشاهده. ومعنى توفاهم وتتوفاهم أن الملائكة أماتتهم بسبب عصر الروح أو بالتحلى لها، أو أن الملائكة أتمت عددهم بذلك الى الأموات أو بتناول أرواحهم بعد خروجها والمميت على الحقيقة هو الله تعالى، وفى السؤالات انما يخرج الروح من البدن رب العالمين، ويتلقاها ملك الموت فيقبضها، ومن قال يخرجها الملك فقد أشرك. انتهى وهو مشكل. والظاهر أنه لا يشرك أن قال يخرجها الملائكة، وأراد أنهم يخرجونها بأمر الله وتسببهم فى خروجها بعصرهم اياها من مواضعها، وقد فسر به بعضهم قوله تعالىوالنازعات غرقا0 والناشطات نشطا } ولا يتعين قول السؤالات أن الروح تخرج بتجلى الملك اليها، كانجذاب الحديد لحجر المغناطيس، ومعنى قراءة توفاهم بضم التاء وفتح الفاء أن الله تعالى يوفى الملائكة أرواح هؤلاء الذين يموتون ظالمين بكسر الفاء مشددة، فيتوفونها، أى يمكنهم من استيفائها فيستوفونها. والملائكة ملك الموت وأعوانه، وهم كثير جدا، وقيل أعوانه ستة ثلاثة يلون قبض أرواح المؤمنون، وثلاثة يلون قبض أرواح الكفار، وقل المراد ملك الموت جمع تعظيما له ولفعله فعل الملائكة الكثيرة فى التوفى كالجمع فى

السابقالتالي
2 3