الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً }

{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكَكُّم المَوْتُ } وقرىء يدرككم بالرفع على تقدير فقد يدرككم الموت، أو فأنتم يدرككم، أو تنزيل أينما تكونوا منزلة أينما كنتم، كذا قيل بهذا الأخير جريا على جواز رفع المضارع فى الجواب إهمالا لأداة الشرط عنه، اذا لم تعمل فى لفظ الشرط كقوله وان أتاه خليل الخ، وهذا قد شهرته فى النحو، ثم تبين لى ضعفه، كيف نبنى القرآن على شعر مع احتمال التأويل أيضا مثل فهو يقول. ويجوز أن يكون جواب أينما محذوفا دل عليه ولا تظلمون فتيلا، أو أغنى عنه فيكون الوقف على تكونوا ويدرككم مستأنف، ولم يرد الزمخشرى بقوله أينما متصلا بقوله لا تظلمون أنه متعلق به، فضلا عن أن يلزم خروجه عن الصدر، بل أراد اتصال المعنى، بمعنى أنه يغنى عن جواب أينما، أو يقدر مثله له، أو أنه يتعلق بلا تظلمون فقدر جوابا لها، دل عليه المذكور. نعم الراجح أن أينما يناسب مواضع الدنيا المعتبرة بالموت، فهو لما بعده لا لما قبله، لضعف قولك ولا تظلمون فتيلا من ثواب عملكم، أينما تكونوا من مواضع الآخرة، والخطاب لمن له الضمير فى قوله وقالوا ربنا من المنافقين أو المؤمنين، أو مستأنف فى المنافقين القائلين فى شأن أحد، لو كانوا عندنا ما ماتوا ولا قتلوا، واذا كان الموت لا بد منه فلأن يموت الانسان شهيدا خير من أن تموت غير شهيد. { وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ } أى فى حصون ظاهرة لعلوها. من برج بمعنى ظهر، هذا قول الجمهور، وعن قتادة البروج القصور المحصنة، وقيل البرج فى الأصل البيت على طرف القصر. { مُّشَيَّدَةٍ } أى مرفوعة أو مطلية بالشيد وهو الجير، قال مجاهد كان ممن قبلكم امرأة، وكان لها أجير، فولدت جارية، فقالت لأجيرها يقتبس لنا نارا، فخرج فوجد بالباب رجلا، فقال له الرجل ما ولدت هذه المرأة؟ قال جارية. قال أما أن هذه الجارية لا تموت حتى تزنى بمائة، ويتزوجها أجيرها، ويكون موتها بالعنكبوت، فقال الأجير فى نفسه فأنا لا أريد هذه بعد أن تفجر بمائة، لأقتلنها، فأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية، وخرج على عقبه وركب البحر. وخيط بطن الصبية، فبرئت وشبت، فكانت تزنى، فأتت ساحلا من سواحل البحر، فأقامت عليه تزنى، ولبثت ما شاء الله، ثم قدم ذلك الرجل الساحل وله مال كثير، فقال لامرأة من أهل الساحل اطلبى لى امرأة من القرية أتزوجها، فقالت ها هنا امرأة من أجمل النساء، ولكنها تفجر، فقال ائتنى بها فأتيتها فقالت إنى قد تركت الفجور ولكن إن أراد تزوجته فتزوجها الرجل، فوقعت منه موقعا حسنا، فبينما هو يوما عندها اذا اخبرها بأمره، فقالت أنا تلك الجارية، فأرته الشق الذى فى بطنها وقالت قد كنت أفجر فما أدرى أبمائة أو أكثر.

السابقالتالي
2