الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً }

{ ذَلِكَ الفَضْلُ } المذكور الذى هو كون من أطاع الله والرسول مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كذا ظهر لى، ثم رأيته للسيوطى ذلك وما قبله من ايتاء الأجر العظيم، وهداية الصراط المستقيم، لأن الإيتاء والهداية لم يذكرا على الثبوت، بل على الامتناع عمن لم يفعل ما يوعظ به. وأجاز القاضى الاشارة الى ذلك كله، لأنهما ولو ذكرا على النفى فمن انتفى عنه فعل ما يوعظ به، لكنهما يثبتا لمن فعله، وأجاز عودها الى انعام الله على النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والفصل نعت أو بيان أو بدل للمبتدأ الذى هو ذلك والخبر هو قوله { مِنَ اللهُ } أو الفضل خبر، ومن الله حال من الفضل، لأن المبتدأ اسم إشارة. { وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا } بثواب من أطاع الله والرسول، فثقوا به لا يخفى عنه المطيع المستحق للثواب، لأنه أطاع بتوفيقه تعالى، والتوفيق مخبرا أو كفى به عليما بمقادير الفضل، أو كفى به عليما بعباده، منة من الله تعالى. قال أبو هريرة " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة " قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال " ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله بفضله ورحمته " أى ولا أنت يدخلك الجنة عملك، ويروى " لن يدخل أحدكم الجنة بعمله " قالوا ولا أنت؟ قال " ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته ".