الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً }

{ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِينَ وَالصِدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءَ وَالصَّالِحِينَ } استئناف ترغيب فى طاعة الله ورسوله، بكونه خيرا لهم وأشد تثبيتا، وايتاء الأجر العظيم، وبهداية الصراط المستقيم، وزاد بمرافقة الذين أنعم الله عليهم فى الجنة، وكأنه قيل ولرافقوا النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومن النبيين الخ بيان لهاء عليهم حال منها. والمراد بالانعام عليهم التوفيق للايمان توحيدا وعبادة، وانما لم أجعل من النبيين حالا من الذين، لان الذين مضاف اليه، ليس معه شروط مجىء الحال من المضاف اليه، نعم أجاز بعض مجىء الحال من المضاف اليه بلا شرط، والصديق المبالغ فى الصدق بحيث لا يقول بلسانه شيئا من الخير إلا حققته جوارحه وقلبه، سواء أطلعه الله على ما لم يطلع عليه غيره أولا. وعلى كل حال فهو أخبر بشىء فصدق به، بخلاف النبى فكمن يرى ويخبر عما يرى، والشهيد الموفى بدين الله المقتول بالجهاد فى سبيل الله، والصالح من خلا عن فساد اعتقاد وعمل وقول من أول مرة أو بالتوبة، فمن الناس من لم يعص الله قط، وليس نبى، ومنهم من مات كما بلغ أو بعده قبل أن يعصى، ومنهم من مات بعد التوحيد وقبل المعصية. وقيل من استوت علانيته وسريرته فى الخير، ويكفى فى صدق الكون مع هؤلاء أن يكون الانسان فى الجنة كما هم فيها، ولو تفاوتت الدرجات، ويؤذن له فى زيارة من فوقه، ثم يرجع الى منزله، ومن يطع الله والرسول، ولم يكن شهيدا، ولم يبالغ فى الصدق، شملته وهؤلاء الجنة، ولو لم يبلغ درجتهم، كان أيضا مع جملة الصالحين السابقين بالموت قبله، مساويا من ساواه بعمله، وفائقا من دونه منهم ودون من فاقه منهم والرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأجيز أن يكون الشهداء العلماء الراسخون الذين هم شهداء الله فى أرضه، وأنا أعوذ بالله من تفسير الصوفية، وكان الصواب إذ مالوا الى ما مالوا أن يقولوا ان آية كذا، أو حديث كذا يتضمن بالمعنى كذا وكذا، والآية على العموم. وقيل الصديقون أفاضل الصحابة، كأبى بكر وعمر، والشهداء شهداء أحد، وقيل الصديقون من الصدقة، وقد قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون المتصدقون. قال عبد الله بن زيد الأنصارى، الذى روى عنه أنه رأى الأذان فى المنام قيل ان كانوا يؤذنون يا رسول الله اذا مت ومتنا كنت في عليين، فلا نراك ولا نجتمع بك، وذكر حزنه على ذلك، فنزلت الآية. وعن الكلبى قال رجل " يا رسول الله لقد أحببتك حبا ما أحببته شيئا قط، ولأنت أحب الى من والدى والناس اجمعين، فكيف لى برؤيتك، إن أنا دخلت الجنة، ولم يرد اليه شيئا، فأنزل الله { وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ } الآية فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه ".

السابقالتالي
2