الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلاَّ إِحْسَٰناً وَتَوْفِيقاً }

{ فَكَيفَ إِذَا أَصَابَتهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمت أَيدِيهِم } كيف خبر لكون محذوف، أى كيف يكون حالهم أو حال لمحذوف، أى كيف تراهم، أو كيف يصنعون، أو كيف يحتالون، أو خبر لمحذوف، أى كيف حالهم، أو كيف صنعهم، أو كيف صفتهم، والمصيبة ما يصيبهم من عذاب الله في الدنيا أو فى الآخرة، أو قتل ذلك المنافق، لأنه ولو مضى لكن يجوز أن نزله الله جل وعلا منزلة المستقبل الذى يراقب كل المراقبة لتدرك حاله ما يكون به، أو نزل حال يزول الآية منزلة ما قبل قتله، والباء للسببية، أى لما فعلوا من التحاكم الى غيرك أولا وعدم الرضا بحكمك قبل الحكم وبعده ثانيا، وفى الآية اطلاق المصيبة على ما يصيب الكافر، فلا تختص بالمؤمن، ويناسب ما قيل ان المصيبة قتل ذلك المنافق قوله { ثُمَّ جَآءُوكَ يَحلِفُونَ باللهِ } بعد قتله. { إِن أَردَنَا } بتحاكمنا الى عمر بعدك، وقيل الى غيرك قبل أن تحكم وبعده. { إلا إحسَانًا } بين الخصمين. { وَتَوفِيقًا } ، بينهما بالصلح، ولم نرد مخالفة حكمك، فانه قيل جاء أولياء المنافق الذى قتله عمر يطلبون ديته وقالوا ما أردنا بالتحاكم الى عمر الا أن يحسن الى صاحبنا فى حكمه، فيوفق بينه وبين خصمه، وما خطر ببالنا أن يحكم بقتله، وطلبوا ديته، والله عز وجل هدرها، والعطف بثم على أصابتهم مصيبة، وقيل على يصدون، ويحلفون حال من واو جاءوك.