الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدخِلُهُم } وقرأ ابن مسعود سيدخلهم بالتحتيه أى الله. { جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأنْهَارُ خَالدِينَ فِيهَا أبَدًا } أى مقدرين الخلود، مقدرا لهم الخلود، والأول أولى، لأنهم علموا به، { وأبَدًا } تأكيد للخلود أو ازالة لتوهم المكث الطويل المنقضى، وأخر وعد المؤمنين عن وعيد الكفار، لأن الكلام فيهم، والكلام فى المؤمنين بالفرض. { لَّهُمْ فِيهَا أَزوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } عن الحيض ووسخ الولادة، والبول والغائط، والمخاط والانكشاف لغير زوجها، والميل بقلبها عن زوجها، ومعصيته وسائر ما يكرم. { وَنُدخِلُهُم ظِلاً ظَلِيلاً } منبسطا متصلا لا تنسخه الشمس، فالظليل نعت يفيد تعظيم الظل، كقولهم ليلة ليلاء، وليل أليل، ويوم أيوم، وشمس شامس، وبلاد العرب حارة بالغاية، فالظل عندهم نعمة تامة. قال الله عز وجل للجنة لما خلقها، امتدى، قالت يا رب كم، والى كم؟ قال لها امتدى مائة ألف سنة، فامتدت، ثم قال لها امتدى، فقالت يا رب كم والى كم؟ فقال لها امتدى مائة ألف سنة فامتدت، ثم قال لها امتدى، فقالت يا رب كم والى كم؟ فقال لها امتدى مائة سنة فامتدت، ثم قال لها امتدى، فقالت يا رب كم والى كم؟ فقال لها امتدى مقدار رحمتى فامتدت، فهى تمتد أبد الآبدين، فليس للجنة طرف، كما انه ليس لرحمة الله طرف.