الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }

{ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ } لكل متعلق بمحذوف مفعول ثان، لجعل، أو يتعلق يجعل على أنه مفعولاً واحدا أى اثبتا، وموالى جمع مَوْلى بمعنى مَن يلى التركة بأن يأخذها بالإرث، وتقدير الإضافة هكذا ولكل تركه جعلنا موالى، أى وراثا، ومما بيان لتركه، المحذوف للتبعيض وهو متعلق بمحذوف نعت لتركة، وفصل بين البيان والمبين بما ليس أجنبيا، والوالدن فاعل ترك، ويجوز أن يقدر ولكل ميت جعلنا موالى، أى وارثا مما ترك فى هذا الوجه تتعلق من موالى لانه يتضمن معنى وارث، وهى للابتداء، فعلى هذا يكون فى ترك حصر يعود إلى كل ميت، ويكون الوالدن مبتدأ خبره { آتوهم } وما بعده معطوف عليهِ، لكن فى هذا الوجه الإختيار بالأمر، ويصح الاشتغال لرفع { الأَقْرَبُون } أو الوالدان مبتدأ خبره محذوف، أى سواء الوالدان والأقربون وفى هذين الوجهين فى إعراب الوالدان الأخيرين، بيان لموالى، وفيهما خروج الأولاد فإن { الأَقْرَبُون } لايتناولهم، كمالا يتناول الوالدان، وكذلك إذا جعلنا الوالدن خبر المحذوف، أى هم الوالدان والأقربون، ويجوز أن يقدر " ولكل قوم جعلناهم موالى " حظ " مما ترك الوالدان والأقربون " فيكون لكل متعلقا بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وذلك المبتدأ هو لفظ " حظ " حذف وبقى نعته ونعته هو قوله { مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ } وجملة جعلنا موالى، نعت قوم، والرابط محذوف أى ولكل قوم جعلناهم موالى حظ مما ترك الوالدان، والأقربون كما علمت، قال ابن عباس الموالى هنا العصبة والورثة، وكذا قال غيره وعبارة بعض أن الموالى العصبة. { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } الذين مبتدأ خبره جملة الأمر بعده، زيدت الفاء بعده لشبهه باسم الشرط، أو منصوب على الاشتغال وزيدت الفاء فى المشغول لذلك أيضاً، أو معطوف على الوالدان، أو على الأقربون، وفى الوجهين السلامة على الإخبار بالطلب، وعلى الاخبار فالهاء للموالى، والجملة عليهِ مسببه عن الجملة المتقدمة، مؤكدة لها، والمعاقدة المحالفة والمعاهدة، وهى مفاعلة على بابها يعاهد كل من الرجلين الآخرَ عَلى أن عدوّ كل مِنا عدو للآخر، وحربُه، سلمهُ سلمهُ. والإيمانِ جمع يمين، بمعنى اليد اليمنى، أو بمعنى الحلف، وأسند المعاقدة إلى الأيدى لأنهم يتما سكون، بأيديهم اليمنى عند المعاقدة قصد الالتزام بالوفاء أو إلى الحلف، لأن العقد يؤكد به، فكان اليد أو الحلف هو المعاقد، ورابط الموصول محذوف، أى عاقدتهم إيمانكم، على حذف مضاف، أى عاقد عهودهم إيمانكم بنصب عهود وقرأ الكوفيون بإسقاط ألف عاقدت بتشديد القاف وإسقاط الألف، وهو مبالغة، فالذى عاقدت إيمانكم هم الخلفاء، يتوارثون بالحلف، والنصرة وكذا يعقد كل على الآخر، وذلك فى الجاهلية، وصدر الإسلام، وكان الحليف يرث السدس من مال حليفة، فنسخ بآيات الإرث بقوله تعالى

السابقالتالي
2