الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَـٰتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً }

{ إِنْ تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً } وقرىء كبير بالإفراد على إرادة الجنس، والناهى لله أو رسوله، والسيئة الصغيرة، والمدخل الكريم الجنة، والمدخل إسم مكان من الثلاثى، ولا مانع من أعمال الفعل الرباعى أو غيره فى اسم مكان الثلاثى، أو إسم الزمان الثلاثى نحو أجلست إبنى مجلس الأمير أى موضع جلوس الأمير، ولا مانع من ذلك، فلا حاجة إلى ما قيل من أن عامله ثلاثى محذوف، أى وندخلكم فتدخلوا بضم الخاء، مدخلا كريماً ولا إلى ما قبل إنه إسم مكان من الرباعى بحذف الزيادة بمعنى أن أصله من أدخل، حذفت همزته، فكان من دخل كما هو وجه فى { نباتاً } من قوله تعالىوالله أنبتكم من الأرض نباتاً } أصله إنباتاً، ويجوز أن يكون مصدراً ميمياً من ثلاثى يقدر له، أى ندخلكم فتدخلوا دخولا كريماً، أو ينصب بالرباعى قبله على حذف الزائد، على حد ما ذكر، وقرأ غير نافع بضم الميم على أنه إسم مكان رباعى أو مصدر ميمى رباعى، أى إدخالا كريماً، ومعنى كون الإدخال أو الدخول كريماً أنه ذو كرامة، أى حسن وقبول، فإذا كان مدخل بفتح الميم أو ضمها، إسم مكان فهو معمول لدخل، ظرف، أو مفعول به، أو منصوب على نزع الخافض، على الخلاف فى منصوب دخل الثلاثى، وإذا كان مصدراً ميمياً، فمفعول ندخل محذوف، أى ندخلكم الجنة إدخالا كريماً، والكبيرة ما رتب الشارع عليه حداً أو وعيداً، قال على بن أبى طالب وابن عباس فى رواية كل ذنب ختمه الله بالنار أو غضب أو لعنة أو عذاب فهو كبيرة. وأراد بالعذاب الحد أو عذاب الآخرة. قال عبد الله بن عمرو ابن العاص، إن النبى صلى الله عليه وسلم قال " الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس " وروى أن إعرابياً سأله فأجابه بذلك، أراد صلى الله عليه وسلم التمثيل بهذه لا الحصر فإنه إذا ذكر لهم ذلك، عرفوا أن حكم مثلها حكمهما لإجتماع الكل فى الوعيد، والنهى، ويدل لذلك ذكره صلى الله عليه وسلم غيرهن فى الأحاديث والنقض منهن، فقد جاء " أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال " الشرك بالله " ، قال ثم ماذا؟ قال " اليمين الغموس " قال واليمين الغموس؟ قال " يقتطع مال امرء مسلم بيمين هو فيها كاذب " وقال صلى الله عليه وسلم " " من الكبائر شتم الرجل والديه " قالوا وهل يشتم الرجل والديه؟ قال " يسب الرجل أبا الرجل وأمه فيسب أباه وأمه "

السابقالتالي
2 3 4 5