الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوۤاْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ يَسْتَفْتُونَكَ } فى الكلالة بدليل قوله تعالى { قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِى الكَلالَةِ } فهو من باب الحذف لدليل، أو من التنازع أى يستفتونك فيها. { قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِى الكَلالَةِ } على اعمال الثانى، روى أن جابر بن عبد الله كان مريضا فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنى كلالة، فكيف أصنع فى مالى؟ فنزلت الآية، وهى آخر ما نزلت فى الأحكام. وعن ابن عباس آخر آية نزلت آية الربا فى الأحكام، وآخر سورة نزلتإذا جاء نصر الله والفتح } وروى أنه بعدما نزلت سورة النصر، عاش الرسول صلى الله عليه وسلم عاما، ونزلت بعدها براءة، وهى آخر سورة نزلت كاملة، عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها ستة أشهر، ثم نزلت فى طريق حجة الوداع { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِى الكَلالَةِ } ، وقيل نزلت وهو عليه الصلاة والسلام يتجهز لحجة الوداع، فسميت آية الصيف، لأنها نزلت فى الصيف، ثم نزل وهو صلى الله عليه وسلم واقف بعرفةاليوم أكملت لكم دينكم } الىدينا } فعاش رسول الله بعدها واحدا وثمانين يوما، ثم نزلت آى الربا، ثم نزلواتقوا يوما ترجعون فيه الى الله } فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما. وعن ابن سيرين نزلت { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ } والنبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له، والى جنبه حذيفة بن اليمانى، فبلغها النبى صلى الله عليه وسلم حذيفة، وبلغها حذيفة عمر بن الخطاب، وهو يسير خلفه، فلما استخلف عمر سأل حذيفة عنها فى رجاء أن يكون عنده تفسيرها، فقال له حذيفة والله انك لعاجز ان ظننت أن أمارتك تحملنى أن أحدثك بما لم أحدثك يومئذ، فقال عمر لم أر هذا رحمك الله. ومر عن جابر بن عبد الله أنه قال " مرضت وعندى تسع أخوات فأتانى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يعوداننى ماشيين، وأغمى علىَّ فتوضأ النبى صلى الله عليه وسلم ثم صب علىَّ من وضوئه، فأفقت فاذا النبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف أصنع فى مالى كيف أقضى فى مالى؟ ألا أوصى لأخواتى بالثلثين؟ فقال حسن. قلت بالشطر؟ قال حسن، ثم خرج وتركنى فقال يا جابر لا أراك ميتا من وجعك هذا، ولم يرد لى جوابا حتى نزل قوله تعالى { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِى الكَلالَةِ } " أخبر باثنتين ليدل أن الحكم باعتبار العدد لا الصغر ولا الكبر، اذ لم يقل امرأتين أو طفلتين. { إِنِ أمْرُوا هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ } أى ولا ولدا، لأن الكلالة من لا ولد له، ولا والد، وقوله { وَلَهُ أُخْتٌ } شقيقة أو أبويه، لأنه لا ارث مع الولد للأخت والأخ، وجملة ليس له ولد نعت امرؤ أو حال من ضمير هلك، وجملة له أخت معطوفة على ليس له ولد، أو الواو للحال، وصاحبها هاء ليس له ولد، ودل على أنه ليست الأخت من الأم، لأن الأخت من الأم لها السدس أنه جعل آخرها عصبة فى قوله { وَهُوَ يَرِثُهَآ } والأخ من الأم لا يكون عصبة، والمراد بالولد ما يعم الذكر والأنثى، لأن الأخت لا ترث مع وجود البنت النصف، بل عصبة، وشذ عن ابن عباس أنها لا ترث شيئا مع وجود البنت.

السابقالتالي
2