الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } أى من رسله، بل آمنوا بجميعهم، والمراد المسلمون، ولا ترد الهاء لله ورسله، لأن لفظ أحد المعنى بعض من كل لا سمى به الله، وانما ساغ أن يقال بين أحد مع أنها لا تقع الا بين متعدد، لأن لفظ أحد عام لوقوعه فى سياق النفى، كأنه قيل بين جملة من الرسل، وجملة أخرى، أو بين بعض الرسل وبعضهم الآخر. { أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } الموعودة لهم، وأكد ايتاء الأجور بسوف، بمعنى أنه لا بد منه ولو تأخر، كذلك بقول الزمخشرى أن سوف والسين يؤكدان ما دخلا عليه من محبوب أو مكروه وجهه، فبما أن المضارع موضوع للاستقبال، كما وضع للحال، فاذا دخلت احداهما عليه أفادت توكيد مضمونه، وهو مشكل لأنه على قول بأنه موضوع للحال وللاستقبال فائدة التعيين للاستقبال، وقيل وضع للحال فقط، ولا يحمل للاستقبال الا لقرينة مثل السين، وسوف نعم قيل موضوع للاستقبال، ولا يكون للحال الا لدليل، وعلى هذا فدخولهما عليه للتوكيد، لكن قد لا نسلم أنهما يؤكدان المضمون، بل يؤكدان الاستقبال نعم كونهما مؤكدين للمضمون المستقبل أفيد. قال ابن هشام ليست أنها تفيد الوعد بحصول الفعل، فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض لتوكيده، وتثبيت معناه، وقرأ حفص عن عاصم، وقالون عن يعقوب يؤتيهم بالمثناة التحتية. { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } يغفر ذنوبهم، وينعم عليهم بتضعيف الحسنات، وفى ايتاء الأجر والغفران والرحمة للمؤمنين، ترغيب لليهود والنصارى، وروى أن كعب بن الأشرف، وفنحاص بن عازوراء وغيرهما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى. فنزل قوله تعالى { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ }