الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ } كما اتخذهم المنافقون أولياء فتكون لكم النار مثلهم، وكانت للأنصار من فريضة مودة ورضاع، فنهاهم الله فقالوا يا رسول الله من نتولى؟ فقال صلى الله عليه وسلم تولو المهاجرين، وانما للمؤمن أن يخالف الفاجر لا أن يواله، قال صعصعة بن صوحان لابن أخ له خالص المؤمن وخالق الكافر والفاجر، فان الكافر يرضى منك بالخلق الحسن، وأنه يحق عليك تخالص المؤمن. { أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا اللهِ } باتخاذكم الكافرين أولياء من دون المؤمنين. { عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجة بينة يهلككم بها، لأن موالاتهم دليل النفاق، وهى تفسير النفاق، وعند عالم السر وأخفى، ويجوز أن يكون سلطانا بمعنى تسلط أى تسلطا واضحا بالعقاب، ومن دون المؤمنين نعت كاسف لأولياء لأن الأولياء اذا كانوا كافرين لا يتصور أن يكون معهم المؤمنون أولياء، لأنك اذا واليت كافرا أبطلت ولايتك للمؤمن، ولو زعمت أنك باق عليها، والله متعلق بمحذوف مفعول ثان لتجعل، وعليكم يتعلق بما يتعلق به لله على طريق تعدد المفعول الثانى، أو لله متعلق بتجعلوا، وعليكم مفعول ثان، وأما جعل عليكم لسطانا ولله مفعول ثان أو بالعكس، ففيه مجىء الحال من منسوخ أصله المبتدأ، والصحيح جوازه فى باب ظن، وأما تعليق أحدهما بتجعل، والآخر بمحذوف حال من سلطانا ففيه اخراج الجعل عن التعدى لمفعولين، وهو خلاف الأصل اذ ليس بمعنى خلق الا أن يجعل مبينا مفعولا ثانيا لا نعتا لسلطانا، والواضح كونه نعتا.