الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ تِلْكَ } الأحكام المذكورة من أمر النكاح واليتامى وأولى القربى والمساكين وما بعده من الوصايا والمواريث. { حُدُودُ اللَّهِ } أحكامه الممنوع مجاوزتها. { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } يفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه فى الميراث وغيره. { يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } أفرد الضمير المحل فى { يطع } ويدخله نظراً للفظ من جمع خالداً باعتبار معناها، ونصب خالدين على أنه حال مقدرة من الهاء، وليس حالا من جنات الموصوفة بالجملة، ولا نعتاً لها لأن النعت والحال ونحوهما إذا جرين على غير ما هن له برز الضمير فيهن، وهنا لم يبرز، ولو برز لقيل خالدين هم، وأجاز الكوفيون ألا يبرز إذا لم يكن لبس، كما هنا، وكذا خالداً حال من هاء يدخله، مقدرة لانعت لـ " نارا " لعدم البروز، إذ لم يقل خالداً هو، وأجازه الكوفيون لعدم اللبس. وقرأ غير نافع وابن عامر يدخله بالمثنات التحتية فى الموضع، أى يدخله الله. { وَذلِكَ } المذكور من دخول الجنات والخلود فيها، أو ذلك الخلود. { الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } الذى لا يعد غيره فوزاً بالنسبة إليه، وذلك باعتبار حظوظ النفس، وإلا فحلاوة الطاعة وحب الله أعظم.