الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }

{ وَلأَظِلَّنَّهُمْ } عن الهدى، أوسوس لهم بالضلال فيقعون فيه باختيارهم، وبخلقك يا رب ضلالهم لا بجبرى ولا بخلقى، فلا خالق سواك، وهذا تفسير لاتخاذ النصيب، وفى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه سلم " خلق ابليس مزينا وليس له من الضلال شىء " أى لا يخلقه ولا يجبر عليه. { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } الباطل أحملهم بالوسوسة على التمنى، فيشتغلوا به عن الايمان والعمل الصالح، كتمنى طول الحياة، وبلوغ الآمال، وان لا بعث ولا عقاب، وأنه ان دخلوا النار خرجوا منها بالشفاعة، ولآتين مالا وولدا،ولئن رددت الى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا } وأن الجنة لسعة رحمة الله، ولو ماتوا مصرين، ونحو ذلك من ضلال المشركين والمبتدعين، وعن ابن عباس يريد تسويف التوبة، وعن الكلبى لا جنة ولا نار ولا بعث. { وَلأَمُرَنَّهُمْ } بالتبتيك. { فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ } يقطعن آذان الأنعام الابل والبقر والغنم وشقها، والتشديد للمبالغة، يقال بتكه يبتكه بالتخفيف، أى قطعه أو شقه، وذلك كما كانت العرب تقطع آذان البحائر والسوائب والحوامى تحريما لها عن الأكل والانتفاع، وذلك تحريم لما أحل الله، ويأتى تفسيرها فى المائدة ان شاء الله تعالى، وكذا تكثر نعم أحدهم، فيقطع أذن واحدة منها شكرا لله تعالى. { وَلأَمُرَنَّهُمْ } بالتغيير. { فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ } كفقء عين الحامى من الابل، وخصاء الحيوان والعبيد، والوشم والوشر وهو ترقيق الأسنان وتفليجها، ووصل الشعر، وترقيق الحاجبين، ويدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة والمفلجة للحسن المغيرات خلق الله " وقيل بجواز ذلك للنساء اذا أردن التزين لأزواجهن لا التلبيس على الخطيب الا الوشم، وأجيز أن يزيل الانسان كل ما يقبحه. وقال عامة جمهور الأمة بجواز الخصاء فى البهائم، وأما فى بنى آدم فمحظور، حتى كره أبو حنيفة شراء الخصيان وأمساكهم واستخدامهم، لأن الرغبة فيهم تدعو الى خصائهم، وكره أنس خصاء الغنم، وجوزه بعض بلا كراهة، لأن فيه غرضا ظاهرا، وحرم بعض قطع الأذان وسما، وكرهه بعض، وكرهوا الوسم بالنار، وأجيز فى غير الوجه، وكره ابن عمر الاختصاء وقال ان فيه نماء الخلق، أى فى تركه زيادة الخلق، وعن ابن مسعود الوسم وعن ابن عباس الخصاء، وكان عثمان بن مظعون وغيره، أرادوا قطع مذاكرهم للتبتل، فنهاهم صلى الله عليه وسلم، والآية ناهية عن ذلك أيضا. وقال عكرمة الخصاء، فقيل للحسن، فقال كذب عكرمة هو تغيير دين الله، وعن ابن عباس تغيير خلق الله هو تغيير دين الله، بتحليل الحرام وتحريم الحلال، وكذا قال ابراهيم النخعى، ومجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدى، وابن زيد. قال السدىلا تبديل لخلق الله } معناه لا تبديل لدين الله، واختاره الطبرى، واستدل له بقوله تعالى

السابقالتالي
2