الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوۤاْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ أَن تَضَعُوۤاْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }

{ وَإِذَا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَآئفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَليَأَخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَآئِكُمْ وَلتَأتِ طَآئِفَةُ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَليَأخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } لكن فى هذا القول تبقى أن بلا جواب مذكور، ولا مدلول عليه بما قبلها، أو مستغنى عنه بما قبله، كما دل عليه أو غنى عنه ما قبلها فى غير هذا القول، فيقدر هكذا إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا وأردتم الصلاة فرادى فصلوا، كما أمكنكم من التخفيف، او فخذوا حذركم لأن الذين كفروا كانوا لكم عدوا مبينا، واذا كنت فيه الآية أى كنت اماما، ومثله ما اذا قمتم غيره صلى الله عليه وسلم، لأنا مخاطبون بخطابه وثواب عنه، الا اذا قام دليل الخصومة بهذا يرد على من خص صلاة الخوف برسول الله صلى الله عليه وسلم متمسكا بقوله تعالىوإِذا كنت فيهم } لفضل الجماعة الذين يصلون وراءه على غيرهم كأبى يوسف، والحسن بن زياد، ومن أصحاب أبى حنيفة. وقال المزنى من أصحاب الشافعى كانت له ولغيره، ثم نسخت والجمهور على أنها لم تنسخ، وأنها له صلى الله عليه وسلم، ولنا وقد صلاها على بأصحابه ليلة، وكذا أبو موسى الأشعرى، وصلاها حذيفة بن اليمانى بطبرستان، ولا مخالف لهم، وذلك منهم تبع له صلى الله عليه وسلم، اذ قال " صلوا كما رأيتمونى أصلى " واذ قال اللهفاتبعوه } وقد قال الله تعالىخذ من أموالهم صدقة } فكانت الأئمة تأخذها، فليس اذا كنت فيهم شرطا، بل بيانا ليفعلوا كما فعل، وليس السفر شرطا أيضا فى صلاة الخوف، ولو جعلنا ذكر السفر من صلاة السفر عند الجمهور لأنه انما ذكر السفر لأنه الذى هو مظنة الخوف غالبا، ولأنه سبب نزول الآية. قال ابن عباس، وجابر " ان المشركين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قاموا الى الظهر يصلون جميعا، فندموا وقالوا لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم، فلو شددتم عليهم وقد أصبتم منهم غزة؟ فقال بعضهم لبعض ان لهم بعدها صلاة هى أحب اليهم من آبائهم وأبنائهم، ويرى آبائهم وأمهاتهم يعنى صلاة العصر، فاذا كانوا فيها فشدوا عليهم، فأنزل الله تعالى بين الصلاتين صلاة الخوف { ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } " الآية أو من قولهواذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ان خفتم } الآية، وأخبرهم الله تعالى بتمنيهم أن يشدوا عليهم فى الصلاة وقال { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلَحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً } أى متأصلة لكم، فهى على أخذ السلاح، ومعنى { فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاة } فأردت اقامة الصلاة لهم، أى أردت أن تصلى بهم صلاة مستقيمة شرعية، نزل جبريل بالآية فعلمه صلاة الخوف، فصلى العصر صلاة الخوف.

السابقالتالي
2 3 4 5 6