الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وَتَرَى الْمَلآَئِكَةَ حَآفِّينَ } قاعدين على حافة العرش محيطين بها* { مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ } أي من جانبه و من لابتداء الحقوق أو زائدة عند من أجاز زيادتها في الاثبات ومع المعرفة مطلقاً أو في نحو قبل وبعد وحول من الظروف. { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } الجملة حال ثانية والأولى حافين فذلك من تعدد الحال أو حال من ضمير حافين فهى متداخلة والباء للمصاحبة متعلقة بمحذوف حال أي كائنين مع حمد ربهم وقيل الباء على أصلها أي تسبيحهم بتأَنٍ بحمد الله وفضله أو المراد لفظ الحمد أي يسبحونه بقولهم الحمد لله قيل يقولون سبحان الله والحمد لله والظاهر العموم أي يذكرونه بأوصاف جلاله. فقد روي انهم يقرأون { طه } وغيرها وتسبيحهم تلذذ لا تعمد لعدم التكليف هنالك ولا مشقة لهم فيه بل تنعم وفي ذلك اشعار بأن أعلى درجات الأبرار وأعلى لذاتهم والاستغراق في ذكر الله وصفاته قاله القاضي* { وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ } بين العباد بادخال بعضهم الجنة وبعضهم النار أو بين أهل الجنة بتنزيلهم منازلهم متفاضلين بقدر أعمالهم أو بين الملائكة باقامتهم في منازلهم بقدر تفاضلهم في العبادة ولا يقال ثوابهم الجنة بل رضى الله لعل الأصح وانما يتلذذون فيها بذكر الله وخدمة المسلمين* { وَقِيلَ } أي قال أهل الجنة المقضي بينهم أو الملائكة المقضي بينهم ولم يذكرهم للعلم بهم من المقام ومن شهرة التعظيم* { الْحَمْدُ اللهِ } على تمام وعده أو على قضائه* { رَبِّ الْعَالَمِينَ }. قال قتادة ابتدأ الله الخلق بالحمد في قولهالحمد لله الذي خلق السموات والأرض } وختم بالحمد في آخر الأمر وهو استقرار السعداء والأشقياء في منازلهم فنبه على حمده في بداية الأمور وخواتمها فمن هذه الأية جعل { الحمد لله رب العالمين } خاتمة المجالس والمجتمعات في العلم والقرآن والذكر والدعاء وجعل فاتحة كتابه { الحمد لله رب العالمين } فيه يبدأ وبه يختم اللهم بحق هذه السورة وبركة سيدنا محمد اخز الروم وغلب الموحدين والمسلمين عليهم وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.