الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }

{ وَأَنِيبُواْ إِلَى رَبِّكُمْ } لئلا يطمع طامع كالقاضى في حصول المغفرة بلا توبة ويدل له أيضاً قراءة ابن مسعود وابن عباسيغفر الذنوب جميعاً } أي لمن يشاء بالتوبة واماإن الله لا يغفر أن يشرك به } الخ فقد مر ما فيه واما* { إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } فاستئناف معلل لغفره الذنوب بالتوبة أي يغفرها ويقبل التوبة منها لان من شأنه الغفران العظيم والرحمة العظيمة وملكه وغناه واسع لذلك والمراد بالآية التنبيه على أنه لا يجوز لمن عصى الله أي عصيان كان أن يظن أن لا يغفر له ولا تقبل توبته وذلك مذهبنا معشر الاباضية وزعم القاضي وغيره أن غير الشرك يغفر بلا توبة ومشهور مذهب القوم أن الموحد اذا مات غير تائب يرجى له وانه ان شاء الله عذبه بقدر ذنبه وأدخله الجنة وان شاء غفر له. ومذهبنا ان من مات على كبيرة غير تائب لا يرجى له. وعن ابن عباس رضي الله عنه ان ناساً من أهل الشرك أكثروا الزنا والقتل والانتهاك فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ان الذي تقول وتدعونا اليه لحسن أو تخبرنا بأن لما عملنا كفارة فنزلت الآية ونزلوالَّذِينَ لا يدعون مع الله } إلىيبدل الله سيئاتهم حسنات } يبدل شركهم ايماناً وزناهم احصاناً. وقال عطاء بن يسار بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى وحشي يدعوه الى الاسلام وقيل بعد ما طلب التوبة وهو قاتل حمزة رضي الله عنه فعلى الأول فأرسل كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنىيلقَ آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة } وانا قد فعلت ذلك كله فنزلالا من تاب } الخ فأرسل اليه بها فقال هذا شرط شديد لعلي لا أقدر عليه فهل غير ذلك فنزلان الله لا يغفر أن يشرك } الخ فكتب اليه بها فقال أرانى بعد في شبهة فلا أدرى أيغفر لي أم لا فنزلت { قل يا عبادي } الخ فكتب اليه بها فقال وحشي نعم فجاء فأسم وكذلك على رواية من قال أنه طلب التوبة الا قوله كيف تدعوني فانه قال أريد التوبة وأنت تقول كذا ونزلت الآية. وكذلك روي عن ابن عباس وقال ابن اسحق نزلت هذه الآية في عياش ابن ربيعة والوليد ابن الوليد وهشام بن العاص ونفر كانوا أسلموا ثم فتنوا وعذبوا في مكة ولم يهاجروا فافتتنوا وظنوا انه لا توبة لهم فنزلت وقيل كانت الصحابة يقولون لا يقبل صرفهم ولا عدلهم أسلموا ثم تركوا دينهم لعذاب عذبوا به فنزلت وذلك قول عمر وكتبها بيده الى عياش والوليد وكذا قال ابنه والنفر وقيل الى هشام فاسلموا وهاجروا وقال قوم نزلت في كفار قالوا ما ينفعنا الاسلام وقد زنينا وقتلنا النفس وأتينا كل كبيرة وقيل قال أهل مكة يزعم محمد ان من عبد الأوثان وقتل النفس لم يغفر له فكيف ولم نهاجر وقد فعلنا ذلك.

السابقالتالي
2 3