الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني قارون وغيره من قائلى ذلك اذ قارون وقومه فانه قال وهم رضوا فكأنهم قالوا ذلك على أن المراد بما مر غير ما يشمل قارون ونحوه* { فَمَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ما الأولى نافية أو استفهامية انكارية مفعول لأغنى والثانية اسم موصول أو حرف موصول أي الذين كانوا يكسبونه من متاع الدنيا أو كسبهم ما أغنى عنهم من العذاب شيئاً { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } ما كسبوه أو كسبهم أصابهم جزاء سيئاته أو السيئات الجزاء كما مر* { وَالَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَؤُلآَءِ } المعاصرين لك يا محمد من أهل مكة وليس هذا دليلاً على أن المقصود بالانسان وما معه العموم ولا الخصوص و من للبيان أي وهم هؤلاء المعاصرون أو للتبعيض أي بعضهم* { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ } أي جزاء* { مَا كَسَبُواْ } أو جزاء سيئات ما كسبوا كما أصاب من قبلهم وقد قحطوا سبع سنين وحبس عنهم الرزق وقتلت أشرافهم ببدر ولم يغنهم كسبهم شيئاً كما قال* { وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين عذابنا ثم مطروا سبع سنين وبسط لهم الرزق وقال الله لهم* { أَوَ لَمْ } الهمزة بعد الواو أو داخلة على محذوف أي أفعلوا ذلك ولم* { يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ } يوسع* { الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } امتحاناً* { وَيَقْدِرُ } أي يقبض ويضيق عمن يشاء ابتلاء ولا باسط ولا قابض سواه* { إِنَّ فِى ذَلِكَ } الذي يحدثه من بسط وقدر كغيرهما { لأَيَاتٍ } دلائل على وجود الصانع* { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }