الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

{ اللهُ } وغيره* { يَتَوَفَّى الأَنفُسَ } أي يقبض الأرواح { حِينَ مَوْتِهَا } أي حين موت أجسادها أو موت الارواح انقضاء آجالها والمراد بالانفس الاجساد وتوفيتها اماتتها وهى أن يسلب مابه حييت وأحسست وأدركت وصحت أجزاؤها واذا سلب ذلك فإنها هي سلبت لعدم الانتفاع بها والتوفي فى القرآن اما الاماتة كما هنا واما الانامة كما فيوهو الذي يتوفاكم بالليل } واما رفع كما قال بعض فيإِني متوفيك ورافعك إلي } وحقيقة الكل القبض والاذهاب ولا منافاة بين آيتنا هذه وقوله تعالىقل يتوفاكم ملك الموت } وقولهتوفته رسلنا } فان اطلاق التوفية أي الاماتة على الملائكة مجاز لحضورهم وتسببهم أو توفيتهم قبضهم الأرواح ولملك الموت أعوان منهم ينتزعون الروح معه من سائر البدن فاذا بلغت الحلقوم قبضها ملك الموت ولا بأس بهذا ولو شدد صاحب السؤالات على من قال ان ملك الموت يقبض الروح أو مراده التشديد على من يقول يقبضها بمعنى يميت لا على من يقول قبضها جعله لها في يده بعد نزع الله لها وقوله اخرجي. { وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } أي ويتوفى النفس التي لم تمت في منامها أي يقبض الذات التى لم تمت أي نفسها وروحها أو المراد النفس التي لم يمت جسدها. { فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ } أي يمسك الانفس التي قضى عليها الموت الحقيقي أى لا يردها الى جسدها* { وَيُرْسِلُ الأُخْرَى } أي النفس النائمة التى لم يقض عليها بالموت الى جسدها* { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي الى وقت ضربه لموتها وقيل يتوفى الانفس يستوفيها أو يقبضها وهي الأنفس التى تكون منها الحياة والحركة ويتوفى الأنفس التى لم تمت في منامها وهي نفس التمييز لا نفس الحياة لان نفس الحياة اذا زالت زال معها النفس بفتح الفاء والنائم يتنفس وربما تحرك وذلك أن لكل انسان نفسين نفس تكون بها الحياة وتفارقه عند الموت وتزول بزوالها الحياة والنفس الأخرى يكون بها التمييز وتفارقه عند النوم وتبقى نفس الحياة. وعن ابن عباس في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس التى بها العقل والتمييز والروح التى بها النفس والتحرك فاذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه. وعن علي ابن طالب تحرج الروح عند النوم ويبقى شعاعها في الجسد فبذلك يرى الرؤيا فاذا انتبه من النوم عادت الروح للجسد بأسرع من لحظة. وروي عن بعض أن أرواح الاحياء والاموات تتلاقى فى المنام فتتعارف ما شاء الله فترجع أرواح الاحياء والصحيح ما مر ولا لتعليق التوفي والموت والمنام جميعاً بالأنفس وعنو بنفس الحياة والحركة ونفس العقل والتمييز غير متصف بالموت والنوم وانما الجملة هى التى تموت وتنوم، وعن بعض روح وحياة ونفس فاذا نام خرج طرف من نفس التمييز ولها الشعاع الى الجسد كشعاع الشمس الى الارض فيرى بها الرؤيا وكأنه بأرض أخرى وتبقى الروح والحياة فى الجسد فيتحرك ويتنفس واذا أراد أن يميته فى المنام أمسك النفس الخارجة ويقبض الروح أيضاً ويموت فى منامه.

السابقالتالي
2