الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ لِيُكَفِّرَ } أي ليمحو ويستر محواً شديداً والتشديد للمبالغة أي لتعظيم المحو وهو متعلق بالمحسنين أي الذين أحسنوا للتكفير وقيل بمحذوف أي يسرهم الى ذلك ليكفر لأن التكفير انما هو بعد التيسير للخير. { اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِى عَمِلُواْ } أي أعظم ما عملوا من السوء وغيره مغفور بالأولى تنبيهاً بالأعلى على الأدنى فهو اسم تفضيل باق على معناه مضاف الى ما هو أعظمه أو هو للاعلام بانهم يستعظمون الذنوب ويحسبون انهم مقصرون مذنبون وانما يصدر منهم من الذنوب أعظم ذنب وأقبحه ويجوز أن يكون خارجاً عن معنى التفضيل فمعناه السيء الذي عملوا وقرئ أسوأ بألف بعد الواو وبعدها همزة جمع سوء* { وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم } أي يعطيهم ثوابهم على العمل الصالح ولا يؤاخذهم بذنوبهم. { بِأَحْسَنِ الَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أحسن اسم تفضيل باق على معناه والمراد بأحسن أعمالهم وحسنها ولكن اقتصر لفظاً على أحسنها لشرفها فهو مضاف الى ما فضل عليه أو هو للاعلام لأن حسن أعمالهم بفتح السين هو الأحسن عند الله لاخلاصهم فيها اخلاصاً قوياً أو هو خارج عن معنى من معنى التفضيل والمعنى محسن أعمالهم بفتح السين.