الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }

{ ثُمَّ إِنَّكُمْ } المراد هنا انك واياهم وغلب الخطاب. { يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } فتحتج عليهم بأنك على الحق فى التوحيد وانهم على الباطل في التشريك واجتهدت فى التبليغ والارشاد واجتهدوا فى التكذيب والعناد وتعذر الاتباع بقولهمأطعنا سادتنا وكبراءنا } والسادة بقولهم أغوتنا الشياطين و وجدنا آبائنا. وقال ابن عباس الخطاب عام لكل محق ومبطل وظالم ومظلوم يتخاصم الموحدون والمشركون فيما بينهم والموحدون فيما بينهم والمشركون فيما بينهم. وقال الزبير لما نزلت هذه الآية، قلنا يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا فى الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال " نعم، ليكررن عليكم حتى يؤدى الى كل ذي حق حقه " فقال الزبير والله ان الأمر لشديد! وقال ابن عمر لقد عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتاب. ويروى في أهل الكتابين تخاصمهم لا فينا فيما بيننا كيف نختصم وديننا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت أنه فينا نزلت. وقال أبو سعيد الخدري كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا نعم هو هذا. وقال ابراهيم النخعي قالت الصحابة ما خصومتنا ونحن اخواناً فلما قتل عثمان قالوا هذه خصومتنا. قلنا معشر الاباضية في مثل هذه المقتلة المقح فيها من وافق كتاب الله والمبطل من خالفه أيا ما كان، وفى الحديث " من كان عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم وان كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وان لم تكن له حسنات أخذ من سيئة صاحبه فحمله عليه ". وقال صلى الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال ان المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ". قلت هذه رواية غير مقبولة عندنا وأما من تاب وأدى ما عليه من تبعات الا بعضاً نسيها فان الله يؤدي عنه ويقبل توبته المجملة وتدخل فيها تلك التبعة وهذا هو الصحيح عندي وان اشتهر خلافه ولا يصح عندنا أن يتحمل من سيئات صاحبه. قال أبو العالية نزلت الآية فى الموحدين والصحيح انها خطاب للنبي والمشركين صلى الله عليه وسلم ويدل له قوله* { فَمَنْ أَظْلَمُ }