الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ }

{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً } تأوه للنقل من الوصفية الى الاسمية وهو مذكر وتأنيثه بسبب التاء نادر شاذ أي جعلناك مستخلفاً عن الملك* { فِى الأَرْضِ } جعلناك خليفة عمن قبلك من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم القائمين بالحق { فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ } أي بالعدل أي بحكم الله ولا يقال خليفة الله الا لرسوله وأما الخلفاء فكل واحد خليفة للذي قبله وربما قيل لغيره مجازاً ومبالغة ويقولون لأبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما ولي عمر قالوا له خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوا أن الأمر سيطول فاخترعوا له أمير المؤمنين وهو أول من سمي به فقصر هذا الاسم على الخلفاء والحق أنه يجوز أن يقال لجميع الرسل خليفة الله { وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى } هوى النفس ولا تتبع ما تهواه النفس مخالفاً لأمر الله، قيل قوله { يا داود إنا جعلناك خليفة }... الخ. دليل على أن ذنبه المبادرة الى تصديق المدعي ونسبة المدعي عليه الى الظلم* { فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ } بنصب يضل في جواب النهي وقيل مجزوم عطفاً على تتبع فتح للساكنين و سبيل الله دينه الحق وقيل دلائله التى نصب على الحق وزعم بعضهم أن المراد الدلائل على توحيده { إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ } ما مصدرية أي بسبب نسيانهم يوم الحساب ويوم مفعول أو موصولة اسمية أي بالنسيان الذي نسي يوم الحساب وما نسوا ضمير المصدر والمراد بنسيان يوم الحساب ترك الايمان أو ترك العمل له أو ترك الخوف له مع جورهم في القضاء والمراد ضلالتهم عن السبيل فان تذكره يقتضي ملازمة الحق وطرح الهوى ويصح جعله ظرفاً لعذاب أو للاستقرار أي لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا من العهد المأخوذ عنهم اذا كانوا ذراً