الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ }

بسم الله الرحمن الرحيم { ص } قرأ الجمهور ص بسكون الدال ولو التقاء ساكنين والله أعلم بمراده وقيل اسم للسورة وعليه خبر لمحذوف أي هذه السورة ص أو مفعول لمحذوف أي اقرأ السورة. وقال ابن عباس معناه صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الضحاك معناه صدق الله، وقال محمد بن كعب القرظي هو مفتاح أسماء الله صمد صادق ونحوهما. وعلى قول ابن عباس وقول الضحاك هو أول فعل ماض وعلى قول محمد خبر لمحذوف أي الله صمد صادق وغير ذلك، وقرأ أبيّ بن كعب والحسن وابن أبي اسحق ص بكسر الدال بلا تنوين اما على أصل التقاء الساكنين وذلك أنه لا يجوز التقاء الساكنين الا وقفاً أو ضرورة أو حيث كان أولهما حرف علة وثانيهما مدغماً وقيل لا يجوز إلا وقفاً وأجازه الكوفيون مطلقاً واما على أنه فعل أمر مبني على حذف آخره وهو التاء من المصاداة بمعنى المعارضة ومنه الصدى وهو اعادة الجبل ونحوه صوت الصائت أي عارض القرآن بعملك وماثله بعلم وقارب بطاعتك وهو تفشي الحسن أي أنظر أين عملك منه. وقرئ ص بالكسر والتنوين صرفاً للتأويل بالكتاب وقرئ ص بفتح الدال بمنع الصرف للعلمية والتأنيث على أنه علم سورة فالفتح جر أو نصب على نزع الخافض وهو حرف القسم كما يقال لأفعلن بالفتح والكسر أي والله أو الفتح تخلصاً من التقاء الساكنين واختير لخفته* { وَالْقُرآنِ } الواو للعطف على القسم أن جعل ص قسما وللقسم إن لم يجعل كذلك بل جعل اسم جر أو مذكور المتحدي أو جعل على ما مر وجواب القسم محذوف دل عليه ما في ص من الدلالة على التحدي أي أنه لمعجز أو الصدق أي أن الله ورسوله لصادق أو ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة ودل على هذابل الذين كفروا } وهو الصحيح وقيل الجواب ان هذا لرزقنا وقيل ان ذلك لحق وعليه الكوفيون والزجاج وقيلإِن كل إِلا كذب الرسل } وعليه بعض البصريين ومنهم الأخفش ورد هذه الثلاثة ابن هشام للبعد بين القسم وجوابه وزعم أن الجواببل الذين كفروا } ومرده أن الجواب لا يقرن ببل* { ذِي الذِّكْرِ } قال ابن عباس وغيره ذي الشرف الباقي المخلد بكسر اللام أو فتحها وقيل ذي البيان. وقال قتادة ذي التذكرة للناس والهداية لهم وقيل { ذي الذكر } للاعم والقصص والغيوب أو ذي الشهرة أو ذكر ما يحتاج في الدين من العقائد والشرائع والمواعد أو ذي العظمة ولا مانع من ارادة جميع ذلك*