الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } * { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

{ فلولا أنه كان من المسبحين } قال ابن عباس رضي الله عنهما من المصلين قال كل تسبيح في القرآن فهو صلاة قال وذلك قبل كونه في بطن الحوت قال صلاته في وقت الرخاء نفعته في وقت الشدة وهو قول جماعة وبه قال قتادة يقال إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا صرع وجده متكيا وقيل المعنى من الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح والتقديس. قال الضحاك بن قيس على منبر أذكروا الله عباد الله في الرخاء يذكركم في الشدة وأن يونس كان عبدالله ذاكرا له فلما أصابته الشدة نفعه ذلك قال الله عز وجل { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } وأن فرعون كان طاغيا باغيا أدركه الغرق قال آمنت فلم ينفعه ذلك فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة. قال الحسن ما كانت له عبادة في بطن الحوت ولكنه قدم عملا صالحا وقيل المعنى من العابدين وقيل كان ذلك التسبيح في بطن الحوت وكان يقول فيهلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } وقال ابن جريج كان يكثر فيه سبحان الله والمراد بلبثه في بطن الحوت لبثه فيه حيا إلى يوم يموت الناس والأحياء كلهم إلى الحي الدائم وهو اول يوم البعث فان الوقت الذي يموت فيه الأحياء هو من يوم القيامة والبعث ولا انتهاء له فيبعثون في بعضه ويلبثون في المحشر في بعضه وإن قلت أن يوم القيامة ويوم البعث من زمان البعث فقط وما قبله هو من الدنيا أولا منها ولا من الآخرة فإنما قال إلى يوم يبعثون لقربه من وقت الموت. وقال قتادة لكان بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة وفي الآية ترغيب في الذكر والتسبيح والعبادة بأنواعها ولبث في بطن الحوت أربعين يوما قاله الكلبي، وقال الضحاك عشرين يوما وقال عطاء سبعة وقيل ثلاثة وهو قول مقاتل وقيل النقمة ضحى لفظه عشية وقال الحسن لم يلبث إلا قليلا وما خرج إلا بعيد الوقت الذي التقم فيه وروي ان الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه ويونس يسبح ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا قيل ذلك البحر هو دجلة.