الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ }

ثناء حسنا وسنة يقتدى بها وفيه ما في الذي مر تفسيره. فصل في عرائس القرآن قال الثعلبي في عرائس القرآن لما نزل به اضيافه من الملائكة المرسلين الى المؤتفكة وبشروه بغلام حليم قال ابراهيم هو ذبح الله ولما ولد وبلغ معه السعي قيل له اوف بنذرك الذي نذرت به وكان هذا هو السبب في امر خليله بذبح ابنه فحينئذ قال ابراهيم لاسحاق اي او لاسماعيل يا بني انطلق بنا نقرب قربانا إلى الله واخذ سكينا وحبلا وانطلق به حتى إذا هب به بين الجبال قال له الغلام يا ابت اين قربانك؟ قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. وقال محمد ابن اسحاق كان ابراهيم اذا زار هاجر حمل على البراق فيغدو من الشام فيقيل بمكة ويروح من مكة ويبيت عند اهله بالشام حتى اذا بلغ معه اسماعيل السعي واخذ بنفسه ورجاه لما كان يؤمل منه من عبادة ربه وتعظيم حرماته ارى في المنام ان يذبحه. فقال يا بني خذ الحبل والمدية فانطلق بنا الى هذا الشعب نحتطب ولما خلا به اخبره بما امر به وقال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ فقال له افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. وقال له يا أبت اشدد رباطي لئلا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا يتلطخ عليها من دمي شيء فينتقص اجري وتراه امي فيحترق كبدها وحد شفرتك وأسرع مر السكين على حلقي ليكون اهون علي وان الموت شديد واذا اتيت امي فاقرها مني السلام وان رأيت ان ترد اليها قميصي فافعل فعسى ان يكون اسلى لقلبها علي فقال له يا بني نعم العون انت على امر الله تعالى وطاعته فربطه ابراهيم وجعل يقلبه وهو يبكي والابن يبكي والملائكة تبكي والسماوات قد عجت والأرض قد اضطربت رحمة لهما والجبار مطلع عليهما فلم يزل يبكي حتى استنقعت الدموع تحت خديه ثم وضع ابراهيم السكين على حلقه فلم تعمل شيئا. قال السدي ضرب الله صفيحة من نحاس على حلقه ولا يراها قلت الله غني عن حلقة الحديد فالأحسن أنه منع الحديد أن يؤثر في اللحم بقدرته وهذا أبلغ في القدرة. وروي أنه شحذها بعد ذلك مرة أو مرتين بالحجر فلم تعمل شيئا فقال يا أبت كبني على وجهي لئلا يأخذك وهن في أمر الله ولا ترحمني وانك إذا نظرت إلى وجهي رحمتني وأدركتك الرأفة فتحول بينك وبين أمر الله ويكون ذلك أيضا أهون علي لأني لأرى الشفرة فأجزع ووضع السكين على قفاه فانقلبت ونودي ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا هذه ذبيحتك فداء لابنك فاذبحها فينظر فإذا بالكبش.

السابقالتالي
2