الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

{ وفديناه بذبح } بكسر الذال وهو ما يذبح كالطحن بالكسر لما يطحن هذا هو المراد هنا وقد يطلق ذلك لما قد ذبح وما قد طحن وكذا مثل ذلك والهاء لولد ابراهيم عليهما السلام وفي فدائه تتميم للفعل وانما اسند الله سبحانه وتعالى النداء إلى نفسه لأن ابراهيم قد تعلق بذبح ابنه وليس بتاركه الا بالكبش الذي ارسله الله اليه ليذبحه ويترك ابنه فصح ان الله جل وعلا فاد ولو كان هو الآمر بالذبح وقال جار الله فان قلت الله تعالى هو المفتدي منه لأنه الأمر بالذبح فيكف يكون فاديا حتى قال وفديناه قلت الفادي هو ابراهيم عليه السلام والله عز وجل وهب له الكبش ليفدي به وإنما قال وفديناه اسنادا للفداء إلى السبب الذي هو الممكن من الفداء بهبته فإن قلت فإذا كان ما أتى به إبراهيم من البطح وامرار الشفرة في حكم الذبح فما معنى الفداء والفداء إنما هو التخليص من الذبح ببدل قلت قد علم ان حقيقة الذبح لم تحصل بفري الأوداج وانهار الدم فوهب الله له الكبش ليقيم ذبحه مقام تلك الحقيقة حتى لا تحصل تلك الحقيقة وقد استغنى عنها بقيام ما وجد من ابراهيم مقام الذبح من غير نقصان قلت الفائدة في ذلك ان يوجد ما منع منه في بدله حتى يكمل منه الوفاء بالمنذور وايجاد المأمور به من كل وجه. { عظيم } كبير الجسم سمين هذا ما يظهر لي ويتبار من العبار ومن السنة في الضحية فان هذا سنة الضحية بعده الى يوم القيامة قال ابن عباس لو تمت الذبحة لصارت سنة وذبح الناس ابناءهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استشرفوا ضحاياكم فانها على الصراط مطاياكم " ، وعن ابن عباس رضي الله عنه هو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه وكان يرعى في الجنة حتى فدي به اسماعيل فقيل فهو مقبول مرتين وعظمه كبر جسمه وسمنه وقيل كونه هو الذي قربه هابيل فتقبل ولكونه فدية لنبي ابن نبي اي افضل الانبياء وقيل لكونه من عند الله وقيل عظمه للثواب عليه وقيل هو كبش رعي في الجنة اربعين خريفا ونسبه بعض لأكثر المفسرين وأيا كان فهو كبش اقرن املح نظر ابراهيم عليه السلام فاذا جبريل اتى به فقال هذا فداء ابنك فاذبحه دون فكبر ابراهيم وكبر ابنه وكبر جبريل عليهم السلام وكبر الكبش فأخذه ابراهيم فأتى به المنحر من منى وهرب منه عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى اخذه فبقيت سنة في الرمي. وروي انه رمى الشيطان حين تعرض له بالوسوسة عند ذبح ولده واتى به المنحر من منى فذبحه.

السابقالتالي
2