{ قل يحييها الذي أنشأها } خلقها. { أول مرة } فإن قدرة الله سبحانه دائمة لا تتغير فهو يوجد ما عدم بالكلية ويحييه ويحيي ما وجد باليا فان ما وجد باليا كالعظم باق على قبول القدرة لذاته وفي تسليم الله موت العظام حتى أجاب بأنه يحييها دليل على ان عظام الميتة بخسة فهي كانت حية فزالت حياتها بغير ذكاة شرعية فنجست وهذا مذهبنا. وقال ابوحنيفة انها لا تحلها الحياة فلا يؤثر فيها الموت فهي طاهرة اذا فردت عن اللحم والشحم وعن بلل الميتة كلها وأجزائها وأن احياءها في الآية عبارة عن ردها إلى ما كانت عليه غضة رطبة في بدن حساس وهو مذهب بعضنا ويثبت الافراد بالغسل أو بالزمان ويرد ذلك انها تنكسر وتنجبر فلو كانت غير حية لم تنجبر وانها تنمو وتكثر وبعد من قال بموتها يعتبرها بالشجر والعصب عندنا نجس من الميتة وزعم ابو حنيفة انه طاهر وهو باطل والشعر والصوف والوبر كالعظم لا خفي انها حية لكن اجازت اصحابنا الاستنفاع بها وقالوا انها تطهر بالتتريب. وقال بعض منا طاهرة بلا تتريب الا ما تلي بلل الميتة ما اتصل باللحم والجلد وهذا التالي بنفسه يطهر بالغسل والتتريب وقيل ذلك كله ميتة. { وهو بكل خلق } من ابداء واعادة. { عليم } لا يتعاظمه ولا يجهل كيفيته إنما يقول لشيء كن فيكون فكل مخلوق برده كما كان بتركيبه وهيئته ولونه وأحواله كلها واستدل بذلك بقوله. { الذي } أي الذي او خبر ثان { جعل لكم } في جملة الناس. { من الشجر الأخضر نارا } كالمرخ والعفار وكل شجرة الا العناب مع مضادة الماء للنار واكثر ما تورى الاعراب النار من المرخ والعفار يسحق المرخ وهو ذكر على العفار وهو انثى فتقدح النار باذن الله تعالى مع انهما رطبان يقطران الماء وذكر الاخضر وافرد نظرا للفظ الشجر وقرىء الخضراء بتأنيث وافراد الجماعة. { فإذا أنتم منه توقدون } فمن قدر على اخراج النار من الماء والجمع بين الماء والنار في الخشب بدون ان تحرق النار الخشب ودون ان يطفىء الماء النار.