الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ }

{ إني } بفتح الياء عند نافع وابي عمرو وباسكانها عند غيرهما. { إذاً لفي ضلال } خطأ وذهاب عن الطريق. { مبين } واضح لا يخفى على ذي عقل وتمييز واذا حرف جواب وجزاء افادت انه الضلال المبين هو نتيجة اتخاذ آلهة من دون الرحمن وقيل هي اذا الماضوية نونت تنوينا معوضا عن الجملة وفتحت الدال ولم تكسر أي اذ اتخذت الهة لو كنت متخذا إلها وقيل اذا الاستقبالية نونت كذلك وحذفت الفها للتنوين بعده وهكذا في مثل هذا المقام وعلى الأوجه فالمراد أنه يكون في الضلال المبين بعباده من لا يضر ولا ينفع ولا يرحم وايثاره عمن يضر وينفع ويرحم ويخلق وهو قادر على كل شيء. قال مجاهد كان حبيب النجار رجلا به جذام فكان يطوف بآلهتهم يدعوها فلم تغن عنه شيئا فبينما هو ذات يوم مر بجماعة فدنى منهم فإذا فيهم نبي يدعو إلى الهدى وقد قتلوا قبله اثنين فلما سمع كلام النبي قال له يا عبدالله إن معي ذهبا فهل لك أن تأخذه مني وتدعو الله ان يشفيني قال له اتبعني ولا حاجة لي في ذهبك وانا ادعو الله فيشفيك فدعا الله فبرىء، فقال { يا قوم اتبعو المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا } اذ عرض عليه الذهب فلم يقبله وهم مهتدون ومالي لا اعبد الذي فطرني اي خلقني واليه ترجعون بعد الموت أءتخذ من دونه الهة { إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا } لما كان يدعو الهتهم لما به من الجذام فلم تغن عنه شيئا ولا ينقذون من ضر كالجذام إني اذا لفي ضلال مبين فأخذوا يرجمونه فاسرع قبل ان يقتل نحو الرسول ومن معه او الرسل بناء على انه لم يقتل الا اثنان بعد وخاطبهم بقوله. { إني } وسكن الياء غير نافع وابن كثير وابي عمرو. { آمنت بربكم فاسمعون } استشهدهم على ايمانه والمراد اسمعوا ايماني وقيل الخطاب للكفرة تغييظا لهم واغضابا وإعلاما بكلمة الله وتنبيها وهو قول ابن عباس.