الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ }

{ إنا نحن نحيي الموتى } نبعثهم او الموتى الجهال واحياؤهم هدايتهم ألى الإيمان وهو وقول الحسن. { ونكتب ما قدموا } من خير أو شر وقرىء يكتب بالتحتية والبناء للمفعول ورفع ما بعده. { وآثارهم } اعمالهم الباقية كعلم علموه وصدقة جارية وسنة حسنة وكسنة قبيحة سنوها ومن الصدقة الجارية كتاب صنفه في العلم وحبس حبسوه ومسجد بنوه او قنطرة وعنه صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان من ينقص اجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم وقيل الآثار الخطا الى المسجد وهو قول عمر بن عبدالعزيز وقد تقدم حديث بني سلمة في ذلك في اول السورة. وعن جابر بن عبدالله البجلي " وأردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حوله خالية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتانا في ديارنا فقال يا بني سلمة انكم تريدون النقلة الى المسجد فقلنا نعم بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية فعليكم دياركم فانما تكتب اثاركم، قال فما وددنا حضرة المسجد اي قربه لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وفي رواية " قالوا نعم يا رسول الله اردنا ذلك فقال بني سلمة دياركم تكتب اثاركم " اي يا بني سلمة الزموا دياركم فقالوا ما يسرنا انا تحولنا قال عمر بن عبدالعزيز لو كان الله مغفلا شيئا لأغفل هذه الآثار التي تعفيها الرياح وعنه صلى الله عليه وسلم " اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم مشيا والذي ينتظر الصلاة مع الامام اعظم اجرا من الذي يصلي وحده ". { وكل شيء أحصيناه } ضبطناه حفظا وعدا. { في إمام مبين } اللوح المحفوظ قاله ابن زيد وقتادة وقالت فرقة صحيفة الأعمال وكل مفعول لمحذوف على الاشتغال وقرىء بالرفع على الابتداء. أو بالعطف على ما قدموا او على آثارهم فإن هذا الرافع يقرأ ويكتب بالتحتية والبناء للمفعول ورفع آثار.