الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }

{ أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } ساروا في متاجرهم الى الشام والعراق واليمن، ورأوا اثار الماضين وعلامات هلاكهم فهلا ازدجروا لئلا يصيبهم ما اصاب هؤلاء. { وكانوا أشد منهم قوة } ولم تغن عنهم قوتهم سبحان من لا تتفاوت الاشياء في قدرته. { وما كان الله ليعجزه من شيء } يسبقه ويفوته { في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما } بالاشياء كلها. { قديرا } عليها { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا } من المعاصي. { ما ترك على ظهرها } اي ظهر الارض بدليل قوله. { من } زائدة في المفعول. { دابة } فان الدبيب يكون على الارض والمراد بالدابة الناس بدليل قوله عز وجل { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } وهو يوم القيامة وقيل المراد بالدابة الناس وغيرهم يهلك الجميع من شوم ذنوب بني آدم والجن وفي جعل الدواب منافع لهم. قال ابن مسعود - رضي الله عنه - كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم ثم تلا وقال انس ان الضب ليموت هزالا في جحره بذنب ابن آدم وان المطر يحبس وتهلك اشياء. { فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا } بأهل الطاعة وأهل المعصية فيجازي كلا فهذا وعد للطائعين ووعيد للعاصين. اللهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبالسورة اخز النصارى واهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم رضي الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.