الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }

{ إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا } اي تفنيا او تنتقلا عن موضعهما او كراهة ان تزولا او لئلا تزولا فحذفت اللام ولا وهو ابعد والامساك هو امساك قدرته تعالى عن المماسة والملاصقة او هو منع وعلى كل حال فالممكن الموجود لا بد له من حافظ او ذلك كناية عن عظم كلمة الشرك حتى ان منها انهداد السماوات والارض فلولا ان الله امسكهما لانهدتا ومثله يكاد السماوات والارض يتفطرن منه وتنشق الارض. { ولئن زالتا } قسم متقدم وشرط متأخر فقوله. { إن } أي ما. { أمسكهما من } زايدة مؤكدة. { أحد من بعده } دونه جواب القسم دال على جواب الشرط وقيل كاف عن جواب الشرط وقرىء ولو زالتا ومن الداخلة على بعد وقيل زائدة عند ابن مالك ولو في الاثبات او التعريف او فيهما وللابتداء عند بعض. { إنه كان حليما غفورا } اذ امسكهما مع فعلهم ما يجب به وقوعهما. وعن ابن عباس انه قال لرجل مقبل من الشام من لقيت به قال كعب قال وما سمعته يقول قال سمعته يقول ان السماوات على منكب ملك قال كذب كعب، اما ترك يهوديته بعد ثم قرأ هذه الآية. وعن الاعمش عمن حدثه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - انه رأى رجلا عليه اثر السفر فقال له من اين قدمت، فقال من الشام قال لقيت فلانا وفلانا ولقيت كعب الاحبار قال فما حدثك به قال حدثني ان السماوات تدور على فلك فقال عبدالله بن مسعود كذب كعب السماء لا تدور وانما تجري فيها الكواكب فان الله سبحانه وتعالى يقول ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده سبحانه الله كيف يكون كعب كاذبا وامساك الملك السماوات على منكبه امساك لله لهن ودروانهن ليس هو الانتقال الذي ذكر الله فان الموضع الذي تدور فيه كله هو موضع لها والله اعلم وبلغ قريشا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ان أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا لعن الله اليهود والنصارى اتتهم الرسل فكذبوهم فوالله لئن اتانا رسول لنكونن اهدى من احدى الامم ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوه ونزل في ذلك. { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } أي غاية اجتهادهم فيها. { لئن جاءهم نذير } اي رسول. { ليكونن أهدى من إحدى الأمم } اليهود والنصارى فالجمع بمعنى التثنية او لان في اليهود والنصارى امما او المراد اليهود والنصارى وغيرهم ومعنى كونهم اهدى من احدى الامم انهم يكونون اهدى من امة ذات هدى وفضل من بين الامم تفضيلا لانفسهم على من هو فاضل فكانه قيل ليكونن اهدى من الامة التي يقال فيها هي احدى الامم تفضيلا لما على غيرها في الهدي والاستقامة او المعنى انهم يكونون اهدى من احدى الامم اليهود والنصارى او وغيرهم لا نستوي معها بل نكون احسن حالا منها في امر الرسول.

السابقالتالي
2