الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً }

{ قل } لقريش وقيل للناس كلهم. { أرأيتم شركاءكم } اضافهم اليهم مع انهم في زعمهم شركاء الله تعالى عنهم لا لهم لانهم جعلوهم شركاء له فكانه قيل آلهتكم او لانهم جعلوهم شركاء لانفسهم فيما يملكونه. { الذين تدعون } تطلبون او تعبدون. { من دون الله أروني } الرؤية بصرية. { ماذا } مفعول لقوله. { خلقوا } او مبتدأ وخبر وخلقوا صلة ذا. { من الأرض } وهذا الاستفهام والذي في او لم نعمركم للتوبيخ وجملة اروني الخ بدل اشتمال من ارأيتم شركاءكم لان المعنى اخبروني عن شركائكم وعما استحقوا به الالوهية اروني بعضا من بعاض الارض خلقوه ومن للتبعيض وعبر عنه ابن هشام بالجنس واستظهره ومراده التبعيض فان ذلك البغض من جنس هو الارض واجاز كونها طرفية ويأتي كلام في ذلك ان شاء الله. { أم لهم شرك } بل لهم شركة والضمير للشركاء وان جعل للعابدين فالشرك بمعنى الشريك. { في السماوات } في خلقهن فيستحقون بذلك الالوهية. { أم آتيناهم كتابا } بينا فيه انهم شركاؤنا. { فهم } المشركون. { على بينة } واضحات. { منه } من الكتاب بانهم شركاؤنا وجمع البينة ايماء إلى ان الشرك من الاشياء البعيدة جدا التي لا بد فيها من دلائل كثيرة متقارنة وذلك قراءة نافع وابن عامر ويعقوب وابي بكر والكسائي وقرأ الباقون بالافراد اي على بينة عظيمة مستقلة كافية في مدعاهم ويجوز ان يكون هم عائدا للشركاء أي فهم على بينة ان لهم شركة في الألوهية. { بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا } ان نافية والظالمون المشركون والغرور الباطل بقولهم ان الاصنام تشفع لنا يتداولون ذلك فيما بينهم او وعدت الاسلاف ذلك فتبعتهم الاخلاف او وعدت الروساء ذلك فتبعتهم السفلة او الشياطين فتبعهم الانس لما نفى الحجيج عنهم اضرب ببل الذي هي اصرح في الاضراب من ام بذكر الحامل على الاشراك وهو وعد الغرور.