الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }

{ إن الذين يتلون كتاب الله } يداومون على قراءته مداومة تجدد والمراد قراءة تفهم وعمل بمضمونها ويجوز ان يكون المراد بقراءته العمل بما فيه بمداومة حتى صار عملهم به لكثرته ودوامه كانه قرآن يتلى ويسمع وكانه مكتوب عليهم وكتاب الله القرآن والذين يتلونه الصحابة المؤمنون مطلقا ثم ظهر لي وجه اخر وهو ان يتلو بمعنى يتصلون به ويتبعونه كقولك تلا زيد عمرا يتلوه فالمراد انهم يتبعون القرآن في الامر والنهي ويجوز ان يراد بكتاب الله جنس كتبه وبالتالين قارئيها او العاملين بها من كل امة فيكون ذلك ثناء على المصدقين من كل امة بعد ذكر المكذبين. { وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم } انفاق زكاة وغيرها. { سرا وعلانية } المراد بهما الاكثار من النفقة في كل، ومثله قولك فلان يقرأ القرآن ليلا ونهارا تريد الاكثار من قراءته ولو كان يقرأه ليلا ونهارا فقط والمراد انهم ينفقون سرا اذا عرض لهم في العلانية مفسد او لم تظهر لهم فيها فائدة وينفقون علانية اذا ظهرت لهم فائدة العلانية كاقتداء الناس بهم او المراد ينفقون النفقة الواجبة كالزكاة علانية والمندوبة سرا. { يرجون تجارة لن تبور } جملة يرجون خبر إن ولن تبور نعت تجارة او جملة يرجون حال من واو انفقوا والخبرة، قوله بعد ذلك انه غفور شكور على حذف الرابط اي غفور لفرطاتهم شكور لطاعتهم والتجارة تحصيل الثواب بالطاعة والبوا والكساد والهلاك بالخسران.