الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ }

{ وما يستوي الأعمى والبصير } الكافر والمؤمن أو الصنم والله أو الجاهل والعالم وذلك إما على الحقيقة بمعنى ان الاعمى والكافر او الصنم او الجاهل والبصير المؤمن او الله او العالم من نيابة لفظ عن لفظ كما تقول القمح وتقول البر والمعنى واحد وانما اردت بالحقيقة نفس الشيء الذي لم يعبر عنه بكناية لا الحقيقة المقابة للمجاز فان اطلاق العمى على الكفر او عدم الرؤية فمن لا عين له كالصنم او الجهل مجاز والبصر بمعنى الايمان او الخبرة بالاشياء او العلم مجاز ايضا واما على الكناية على طريقة ان المراد بالاعمى الذي لا تبصر عيناه وبالبصير الذي تبصر ملوحا بهما الى من عمي قلبه بكفر او جهل او من لا يوصف بخير فعله وهو الصنم والى من له نور في قلبه نور ايمان او علم او من يتصف بالخبرة والافعال المحكمة الحسنة وهو الله، واما على طريق المجاز بان شبه الكفر او الجهل او عدم آلة البصر بعمي آلة البصر وشبه الايمان او العلم بالابصار بالعين فافهم وهكذا يظهر ولك مثله فيما يأتي.