الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله } فضل الله واحسانه ما من احد الا هو فقير في ذاته ومعيشته ولباسه وغير ذلك وغير الناس كالملائكة والجن والدواب كالناس فى الافتقار ولكن لشدة افتقار الناس جعل افتقار غيرهم كلا افتقار حتى انه اتى بصيغة الحصر اذ عرف الطرفين. { والله هو الغني } عن خلقه والغنى على الاطلاق بمعنى انه لا يصيبه افتقار اصلا. { الحميد } الذي وجب له الحمد على خليقته لانعامه عليهم وفي ذكر الحميد دلالة على ان غناه نافع للخليقة. قال بعضهم من ادعى الغنى حجب عن الله ومن اظهر فقره اليه سبحانه وتعالى اوصل الله فقره بغناه. فليكن العبد في جميع احواله منقطعا عن غيره حتى تكون عبوديته محضة ويجوز ان يكون المراد بالحمد انه لا يفعل الا ما هو مقبول عدل صواب لا جور.