{ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي } بالجماعة التي وبالخصلة التي وقرأه الحسن باللاتي لانها جماعات وقرىء بالذي اي بالشيء الذي { تقربكم عندنا زلفى } اسم مصدر الفه للتأنيث ومعناه قربى وهو مفعول مطلق نائب عن التقريب وعن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وإلى اعمالكم واعلم انه لا ينجو من اصحاب المال الا قليل. وعن ابي ذر - رضي الله عنه - " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاكثرون هم الاقلون يوم القيامة اي الاكثر مالا قال الا من قال بالمال هكذا وهكذا واشار بيده لامامه وجنبه " يعني فرقه بالصدقة وقليل ما هم. " وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قال لن ينجو مني الغني من احدى ثلاث اما ان زين له ماله فيمنعه من حقه واما ان اسهل له سهلة فينفقه في غير حقه واما ان احبه فيكسبه بغير حقه ". { إلا من آمن وعمل صالحا } هذا استثناء من كاف يقربكم اي الا المؤمن العامل الصالحات فإن ماله وولده يقربانه الينا لأدائه حق المال مع كسبه من حله وتربيته ولده على الشريعة والصلاح واستثناء من اموال واولاد على حذف مضاف اي الاموال واولاد من امن وعمل صالحا وقيل الاستثناء منقطع. { فأولئك لهم جزاء الضعف } الجزاء بمثلي الشيء وامثاله وقد صح ان من نوى عملا صالحا كتب له ومن عمله كتبت له بالحسنة عشر واكثر الى سبعمائة والتضعيف الى هذا نزل بالمدينة ونزل قبله بالعشر. وعن ابن مسعود الحسنة واحدة قبلت عني احب الي من الدنيا وما فيها. وعن سعيد بن جبير من كتب الله له حسنة دخل الجنة وانما يتقبل الله من المتقين واضافة جزاء الى الضعف اضافة مصدر لمفعوله اي يجاوزن الضعف وقرىء بتنوين الجزاء ونصب الضعف على المفعولية وقرأ. يعقوب برفع الجزاء وتنوينه ورفع الضعف على ابداله من الجزاء على انه بمعنى المجازى به وقرىء بنصب جزاء منونا على انه تمييز على حد طاب نفسا زيدا وعلى الحال من ضمير الضعف في لهم المستتر فان الضعف في هذه القراءة مبتدأ خبره لهم او على المفعولية المطلقة لقوله لهم فان فيه معنى يجازون او ليجازون دل عليه لهم. { بما عملوا وهم في الغرفات } غرفات الجنة وقرأ حمزة في الغرفة بالافراد على الجنس. { آمنون } من الموت وكل خوف وضر، وقرىء في الغرفات بالجمع وفتح الراء واسكانها { والذين يسعون في آياتنا معاجزين } يجتهدون في القرآن بالابطال والرد والطعن مقدرين انهم يعجزوننا ويفوتوننا او سابقين لانبيائنا في غلبتهم عما ارادوا بالصد من الايمان. { أولئك في العذاب محضرون } كرها لا يتركون غائبين عنه.