الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً }

{ يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا } اي اظهر براءته منه اي لا تؤذوا نبيكم كما آذى هؤلاء موسى قيل نزلت في شأن زيد وزينب وما قال بعض الناس في ذلك والذين آذوا موسى هم الذين كذبوه هذا احب الأقوال الى الفقهاء. وقال ابن عباس رضي الله عنهما وابو هريرة وجماعة الاشارة الى ما تضمنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من ان بني اسرائيل كانوا يغتسلون عراة ينظر بعضهم الى سوءة بعض وكان موسى رجلا ستيرا لا يرى من جسده شيء ما يستحي منه وكان يغتسل وحده وقال بعض بني اسرائيل والله ما منع موسى ان يغتسل معنا الا انه أدز أي كبير البيضتين ومنتفخهما او ان به برصا او آفة فذهب يغتسل فوضع ثوبه على حجر فاغتسل فخرج يلبسه ففر الحجر بثوبه فتبعه يقول ثوبي حجر ثوبي حجر اي دع ثوبي يا حجر فمر وهو عريان بجماعة فرأوه احسن خلق الله ما به آفة فقالوا والله ما بموسى من بأس فوقف الحجر فأخذ ثوبه فطفق يضرب الحجر بعصاه. قال ابوهريرة والله ان بالحجر أثر ست ضربات او سبع وفي رواية ثلاثا او اربعا او خمسا وقيل ان الحجر مر حتى وقف بين جماعة من بني اسرائيل فتبعه وقيل ان ايذاء موسى استئجار قارون ومن معه امرأة بغيا ان تقذف موسى بنفسها على رؤوس من الملأ واهلك قارون ومن معه وبرىء موسى وقيل انه ما مت هارون في التبه قالوا ان موسى قتله وقد مرت القصتان قيل مر به الى البل فمات هناك واحياه الله تعالى فأخبرهم ان موسى لم يقتله وقيل قتلته الملائكة ومروا به على بني اسرائيل فعلموا انه لم يقتله واعطى رسول الله صلى الله عيله وسلم يوم حنين الاقرع مائة من الابل وعيينه مائة واعطى ناسا من اشراف العرب واثر في السمة للتأليف فقال رجل هذه قسمة ما عدل بها وما اريد به وجه الله فقال بن مسعود رضي الله عنه والله لأخبرن بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فتغير وجهه حتى كأنه تغير بالصرف وهو صبغ احمر يصبغ به الأديم ثم قال فمن ذا يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر.. { وكان عند الله وجيها } كريما له شأن وحرمة وقال ابن عباس لا يسأل الله شيئا عند الوحي وحضور الملك الا اعطاه وقيل مستجاب الدعاء وتلك الأقوال كلها تدل على انه محبوب مقبول عند الله وكذا قول بعضهم المعنى كان ذا جاه ومنزلة عند الله فكان يميط عنه التهم والنقايض كما يفعل الملك بمن احبه ونص بعض اصحابنا على انه لا يقال في الدعاء بجاء النبي عند الله او عندك يا الله وقيل وجيها بالرسالة والطاعة وقراه ابن مسعود والاعمش وابو حيوه وكان عبدالله وجيها بالموحدة وضم الدال قال ابن خالويه وقراءة العامة اوجه لانها تفصح عن وجاهته عند الله.