الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }

{ إن الذين يؤذون الله } يفعلون ما نهى عنه وأبغضه. { ورسوله } يفعلون ما يكره فعله لأن الله حرمه ويلزم من ذلك تألم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما فسرت بذلك المجاز ولم افسر بأن ايذاء الله فعل ما نهى عنه وايذاء رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل ما يتألم به لئلا يلزم استعمال الكلمة في مجازها وحقيقتها فان الايذاء حقيقة في فعل ما يؤلم والله لا يضره احد ومن اجاز الجمع بينهما فسر ايذاء الله بفعل ما نهى عنه وايذاء رسوله بفعل ما يؤلم او فسر بما ذكرت ويجوز تقدير يؤذون بمعنى يؤلمون للثاني اي ويؤذون رسوله وهم المشركون يصفون الله بالشريك والصاحبة والولد ونحو ذلك مما لا يليق ويعصونه ومن ذلك قولهم يد الله مغلولة والالحاد في اسمائه وصفاته وبه فسر بعضهم ايذاء الله ومن ذلك انكار البعث ومن ذلك التصوير قال الله سبحانه " ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو حبة " ويكذبون رسوله صلى الله عليه وسلم ويصفونه بالشعر والجنون وكسروا رباعيته وشج وجهه وطعنهم في نكاحه صفية بنت حيي ويجوز ان يراد ان الذين يؤذون رسوله فذكر الله تعظيما لرسوله بأن فعل ما يكره رسوله هو فعل ما لم يبحه الله فكان من آذاه قد آذى الله تعالى وهو لا يلحقه ايذاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " قال ربي شتمني ابن آدم ولم ينبغ له ان يشتمني وأذاني ولم ينبغ له ان يؤذيني فأما شتمه إياي فقوله اني اتخذت ولدا وانا الأحد الصمد لم الد ولم أولد ولم يكن لي كفوء أحد " ، وما أذاه فقوله " ان الله لا يعيدني بعد ان بدأني وليس اول الخلق بأهون من اعادته وقال يسبني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر " " ومر تفسيره ويأتي ايضا ان شاء الله وقيل ايذاء الله ايذاء اوليائه فصح حمل الايذاء اولا وثانيا على الايلام قال الله سبحانه " من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب ومن هان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ". وقيل هؤلاء الذين يؤذون الله ورسوله المنافقون يستخفون بحق رسوله ويهينونه ويرفعون اصواتهم عنده استخفافا. { لعنهم الله } ابعدهم عن رحمته ورضاه. { في الدنيا والآخرة } ومعنى لعنهم في الدنيا انه لم يجعل لهم في رضاه ودينه سهما وانهم موصوفون وهم في الدنيا بأنه لا نصيب لهم في الجنة. { وأعد لهم عذابا مهينا } يهنهم مع الايلام.