الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً } * { إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } * { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }

{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } نزلت في شأن وليمة زينب بنت جحش حين بنى بها. قال انس قدم النبي المدينة وانا بن عشر سنين وخدمته عشر سنين ومات وكانت امي تحضني على خدمته وكنت اعلم الناس بشأن الحجاب اذ نزل واول ما نزل في حين بنى بها اصبح صلى الله عليه وسلم عروسا بها فدعي القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي رهط واطالوا المكث فقام ليقوموا فخرج وخرجت معه حتى وصل الى عتبة بيت عائشة وظن انهم خرجوا فرجع ورجعت معه فدخل فاذا هم جلوس فرجع حتى وصل عتبة بيت عائشة ايضا فاذا هم قد خرجوا فضرب بيني وبينه الستر وانزل آية الحجاب واني لفي الحجرة خلف الستر سمعته يقول { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت } الخ وروي انه خرج ولما رجع ظنوا انه يريد الدخول فخرجوا والمصدر من يؤذن منصوب على الاستثناء المنقطع او على الظرفية نيابة عن اسم الزمان اي إلا وقت الاذن لكم وزعم القاضي انه يجوز كونه حالا والمشهور ان المصدر المعبر عنه بالفعل مثلا وحرف المصدر لا يكون حالا وتقدم الكلام في تلك القصة. وروي " أن انسا دعى الناس للطعام شاة وتمر وسويق حتى قال يا رسول الله ما بقي من ادعوا وكانوا يترادفون افواجا ولما اكلوا قال ارفعوا طعامكم وانه انطلق وفي البيت ثلاثة رجال يتحادثون وفيه زينب الى عائشة فسلم عليها السلام عليكم أهل البيت فردت عليه بأن قالت وعليك السلام يا رسول الله كيف وجدت اهلك وطاف بنسائه كلهن يسلم ويرددن ودعون له فرجع فاذا هم جلوس فتولى حياء فخرجوا فنزلت الآية الى { لا يستحي من الحق } " وكان عمر يحب الحجاب لدخول البر والفاجر على نساء النبي وكان يحب ان يتخذ من مقام ابراهيم مصلى ولما تغايرت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قال عسى ربه ان اطلق كن ان يبدله ازواجا خيرا منكن فنزل ذلك كله. قيل مر عليهن وهن مع النساء في المسجد فقال لئن احتجبتن كان لكن الفضل على النساء كما لزوجكن الفضل على الرجال فقالت زينب يابن الخطاب انك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا فلم يلبثوا الا يسيرا حتى نزلت وعلى هذا فنزلت بعد التزوج والوليمة وقيل كان صلى الله عليه وسلم يأكل مع بعض اصحابه فأصابت يد رجل منهم يد عائشة فكره صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت وقيل كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلا للبول والغائط الى المواضع الخالية الواسعة كان يقول يا رسول الله احجب نسائك فلم يكن يحجب فخرجت سودة بنت زمعة عشاء وكانت طويلة فناداها عمر الا قد عرفناك يا سودة قال ذلك حرصا على الحجاب فنزلت الآية كذلك يقول الجمهور والصحيح كما قال بن عباس انها نزلت في ناس من المسلمين يراقبون وقت طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخلون قبل ادراكه فينظرونه فيأكلون ولا يخرجون فنزلت نهيا لهم عن الدخول لاجل الطعام ولو يأذن في الدخول حتى يأذن لهم ويدعوهم للطعام واذا لم يدعهم اليه فلا يأتوا اليه يراقبونه وكذا اناس تراقب وقت طعامك فيأتيك ويستأذن فتأذن له وانت كاره او غير كاره ولا يحل له ذلك.

السابقالتالي
2 3 4 5