الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً } * { لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }

{ ترجي } بالياء عند الكسائي وحمزة ونافع في رواية حفص وقرأ الباقون بالهمز أي تؤخر. { من تشاء منهن } وترك مضاجعتها او غيرها من الحقوق اللازمة لغيره. { وتؤوي } بتاء مفتوحة وهمزة على الواو ساكنة فواو مكسورة بعدها ياء في قراءة حمزة والكسائي ونافع في رواية حفص وقرأ الباقون بهمزة بعد الواو الاخيرة ومعناه تضم. { إليك من تشاء } وتضاجعها وتصنع لها ما تحب والمراد تؤخر من تشاء بالطلاق وتضم الى نفسك بالامساك من تشاء والأول هو قول مجاهد وقتادة والضحاك واختاره عياض لان سبب نزول الآية تغاير وقع بين ازواج النبي صلى الله عليه وسلم تأذى به فاذا علمن ان الله لم يوجب عليه العدل بينهن زال بعض ما بهن والثاني قول ابن عباس رضي الله عنهما. وقال الحسن بن علي المعنى في تزوج من شاء وترك من شاء من النساء. قال عياض وعلى كل حال فالآية توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم واباحة له. وقيل { لا يحل لك النساء من بعد } الآية ناسخ لقوله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } في تزوج من شاء وترك من شاء وقيل بل هذه ناسخة لقوله { لا يحل لك النساء } الخ وروي عن الحسن في معنى الآية انه كان صلى الله عليه وسلم يذكر للمرأة التزوج ثم يتركها وكان اذا ذكر امرأة لتزوج لم يجز لأحد ان يعرض لها بذكر حتى يتزوجها او يتركها وروي انه ارجى سودة وجويرية وصفية وميمونة وام حبيبة وكان يقسم لهن ما شاء كما شاء من غير طلاق وآوى الى نفسه عائشة وحفصة وام سلمة وزينب واراد طلاق سودة ووهبت ليلتها لعائشة وقالت لا تطلني حتى احشر في زمرة نسائك وروي انه لما نزل التخيير خيرهن ان يطلقهن او يمسكهن على ان لا يعدل بينهن في شيء الا ان شاء فاخترن ان يمسكهن بلا عدالة واشفقن من الطلاق فقلن يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ودعنا على حالنا وكان صلى الله عليه وسلم مع ذلك الشرط يعدل بينهن الا سودة فوهبت سهمها لعائشة كما مر قال بعض كان العدل بينهن واجبا عليه حتى نزلت هذه الآية فنسخت الوجوب وزعم بعض ان الآية نزلت حين تغايرن وأردن زيادة النفقة واللباس وأردن الحلي وقيل ايضا في معنى الآية ترد من شئت ممن طلبن ان تتزوجهن هبة منهن وتقبل من شئت وعن الحسن تترك جماع من شئت وتجامع من شئت من نسائك وفي المواهب قال عروة بن الزبير كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن انفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة اما تستحي المرأة ان تهب نفسها للرجل فلما نزلت { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } منهن قالت عائشة يا رسول الله ما ارى ربك لا يسارع في هواك رواه مسلم والبخاري والمراد بالهوى ما يقصده ويريده لا ميل وخولة هذه زوجة عثمان بن مضعون ولعل ذلك وقع منها قبل عثمان انتهى كلام المواهب.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8