الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } * { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً }

{ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } آياته القرآن والحكمة السنة وقيل الحكمة معاني الآيات من حكم ووعظ وغير ذلك ومعنى ذكر ذلك التفكر فيه والعلم لأنه شيء عظيم ومزية خصصن بها حيث جعلهن اهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومشاهدة برجاءه فذلك ذكر للمنة عليهن فان ما ذكر مما يوجب قوة الايمان والحرص على الطاعة والانتهاء عما نهين والائتمار بما امرن كيف تخالفن ذلك وهو في بيوتكن ومن هذه حاله ينبغي ان تحسن افعاله ويجوز ان يكون الذكر بمعنى الدرس اي ادرسن ما يتلى في بيوتكن واحفظنه واشغلن به السنتكن او بمعنى العمل به. وقال ابن العربي هو بمعنى ذكره للناس واشهاره ليقتدوا وهو حسن. والخطاب لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم هنا قطعا فهو رجوع الى خطابهن بعد الفصل عنه بقوله { انما يريد الله... الخ }. ان حمل على التعميم. { إن الله كان لطيفا } بأوليائه. { خبيرا } بجميع خلقه وقيل معنى كونه لطيفا خبيرا انه علم ما ينفعكم ويصلحكم في دينكم ودنياكم فأنزله عليكم ولذلك خيركن ووعظكن او علم من يصلح لنبوته ومن يصلح لان يكون اهل بيته وجعل الكلام الواحد جامعا بين حكم ووعظ ولما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل قالت نساء المؤمنين ما نزل فينا شيء. فأنزل الله سبحانه. { إن المسلمين والمسلمات... الخ } وقيل ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن يا رسول الله ذكر الله الرجال في القرآن ولم يذكر النساء فما فينا خير نذكر به انا نخاف ان لا تقبل منا طاعة فنزلت الآية. وقيل قالت ذلك ام سلمة وهي ابنت ابي امية. قيل وانيسة بنت كعب الانصارية قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه ونخشى ان لا يكون فينا خير؟ فنزلت. وقيل ان اسماء بنت عمير رجعت مع زوجها جعفر بن ابي طالب من الحبشة فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن لا. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان النساء لفي خيبة وخسار قال ومم ذلك. قالت لانهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فنزلت وذكرن في عشر مراتب مع الرجال والمسلم من خضع لأمر الله ونهيه فامتثل وازدجر وقد يطلق على الايمان والمراد هنا الأول وأصله من دخل في السلم بعد الحرب فهو بهذا المعنى يطلق ايضا على الايمان وفسر بعضهم اسلم هنا بمن فوض الأمر لله وتوكل عليه. { والمؤمنين والمؤمنات } من صدق بالله ورسوله وما يجب التصديق به هذا هو المراد هنا ولا يطلق عندنا غالبا الا على من اتبع التصديق بالعمل الصالح.

السابقالتالي
2 3