الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً }

{ وقرن في بيوتكن } أي اثبتن في بيوتكن لا تخرجن منها إلا بإذن رسول الله ولا تطلبنه الخروج في غير حاجة لا بد منها والواو عاطفة وقرر فعل وفاعل من قر يقر كعلم يعلم والأصل اقررن بهمزة وصل مكسورة وفتح الراء الأولى تقلب فتحتها للقاف قبلها فحذفت الراء لسكونها مع سكون الراء بعدها وقيل حذفت الراء الثانية وحذفت همزة الوصل لتحرك ما بعدها وذلك قراءة نافع وعاصم وقرأ غيرهما { وقرن } بكسر القاف من قر يقر كضرب يضرب والمعنى واحد والأصل اقررن بهمزة وصل مكسورة وكسر الراء الأولى نقلت كسرتها للقاف فاجتمعت راءان ساكنتان فحذفت احداهما كما مر وحذفت الهمزة لتحرك ما بعدها كما مر وحذفها سابق على حذف الراء وقيل بالعكس ويجوز على القراءة الاولى ان يكون من قار يقار كخوف يخاف من باب علم يعلم بمعنى الاجتماع فاذا لازمت البيت فقد اجتمعت مع البيت او مع من فيه ان كان فيه غيرها ويجوز على الثانية ان يكون من وقر يقر كوعد يعد بمعنى الوقار وهي العظم اي كن اهل وقار وثبات في البيوت فالمرأة المكثرة الخروج من بيتها يحقر شأنها. { ولا تبرجن } لا تظهرن الزينة ولا تتبخترن في مشيكن ومن ذلك البروج لظهورها وانكشافها للعيون والأصل ولا تتبرجن حذفت احدى التائين الأولى او الثانية قولان. { تبرج الجاهلية الأولى } هي ما بين سيدنا عيسى وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام وليس وصفها بالأولى لأن ثم جاهلية آخرة بل على ان المعنى الجاهلية التي قبل حالة الاسلام وهذا ما ظهر لي ثم رأيت عياضا اثبته ورجحه ونسب للحسن. وقيل وصفها بالأولى لأن ثم جاهلية ثانية وهي جاهيلة الاسلام وهو ما يعمل فيه الفساق من كبائر النفاق ويدل له قوله صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء " " إن فيك جاهلية " قال جاهلية كفر او اسلام؟ قال " جاهيلة كفر " فلعله صلى الله عليه وسلم اطلع منه على كبيرة شرك اتاها زلة لا عنادا فحذره منها وتاب او اراد ان فيك خصلة يعملها اهل جاهلية الكفر وليست خصلة كفر ولا فسوق مثل لبسة تلبسها الجاهلية لا تنكشف بها العورة او كلام تتكلم به لا كفر ولا فسوق فيه او نحو ذلك. وقيل تلك الجاهلية التي بين سيدنا محمد وسيدنا عيسى صلى الله وسلم عليهما هي الأولى والثانية يقوم عليها الساعة فانها تقوم على دين ابي جهل ولا تقوم حتى يعبد كثير أوثان الجاهلية الاولى وهو قول عن الحسن وابن سيرين ولا تقوم حتى لا يعبد الله في الأرض. وقيل الجاهلية الأولى الجاهلية التي ولد فيها ابراهيم عليه السلام كانت المرأة تلبس الذرع من اللؤلؤ فتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال ولا شيء عليها سواه والثانية جاهلية ما بعد عيسى واي ما تبرج تبرجت المرأة ولو لم تنكشف عورتها فقد تبرجت مثل هذا التبرج الذي انكشفت فيه العورة.

السابقالتالي
2 3